من يقول ان الازمة الاقتصادية العالمية وضعف صرف اليورو الاوروبي مقابل الدولار الاميركي ألحق الضرر بالبلدان الصناعية يكون على خطأ، اذ ان المصانع في الغرب وجدت لها حجة لتنقل جزءا من صناعاتها الى بلدان نامية وصاعدة وتوفر من المصاريف وتستفيد من اليد العاملة الرخيصة وبعضها يد عاملة مؤهلة، من بين هذه المصانع مصنع السيارات بيجو سيتروين الفرنسي الذي قررت ادارته مواجهة سعر صرف اليورو بصناعة نسبة كبيرة من سيارتها في البرازيل والارجنتين ليس فقط الموديلات القديمة بل والحديثة ايضا.
سان خوسيه: وحسب تصريح ادارة بيجو سيتروين لمنطقة ماركوسور( اي اميركا الجنوبية) في العاصمة بيونس ايريس قررت الادراة الرئيسية في فرنسا رفع حجم انتاجها في المنطقة من 300 الف الى اكثر من 700 الف سيارة سنويا حتى عام 2015 وبهذا تكون الادارة قد غيرت خططها التي اعلنت عنها بداية العام لزيادة حجم الانتاج كي يصل الى 400 الف سيارة.وعليه، سوف ترفع ادارة الشركة الفرنسية التي تعتبر ثاني اكبر اتحاد مصانع للسيارات في اوروبا حجم استثماراتها في اميريكا الجنوبية حتى ال500 مليار دولار من اجل زيادة قدرتها الانتاجية وصنع 12 موديلا جديدا من بينها موديلا بسعر متهاود تراهن الادارة على رواجه منذ الان ويجب ان يكون جاهزا للتسويق حتى نهاية عام 2010. وتعتبر البرازيل سوقا كبيرا جدا للسيارات ، ففي النصف الاول من العام الجاري نمى السوق بنسبة وصلت الى 30 في المئة حيث وصل عدد السيارات المباعة الى 1،9 مليون سيارة وفي الارجنتين تجاوزت المبيعات النصف مليون سيارة، ما جعل الكثيرمن مصانع السيارات توجه الاهتمام الى البلدين، كمصنع فولغسفاغن الالماني الذي يريد استثمار مليار ونصف مليار دولار تقريبا في البرازيل ومصنع فورد الذي يريد استثمار مليار دولار العام المقبل ولمدة اربعة اعوام من اجل صنع موديلات جديدة.
وبناء عليه يتوقع خبراء اقتصاد ان يحمل رفع ادارة مصنع بيجو سيتروين قدرتها الانتاجية في البلدين معه امكانيات كبيرة للفرنسين الذي مازالوا لا يلعبون دورا كبيرا في سوق بلدان اميريكا اللاتينية, اذ اهملت لسنوات طويلة الحكومة الفرنسية هذا السوق الواسع، تاركة شركات اخرى مثل فولغسفاغن وفيات تحتل مكانة الصدارة وتلعب دورا في الاقتصاد. فمع مطلع التسعينيات فتحت حكومتا البرازيل والارجنتين الباب واسعا امام المنافسة الدولية ونرى اليوم ان 16 شركة عالمية تملك 24 مصنعا للسيارات في البرازيل وحدها، والتسابق على كسب السوق على اشده، فالشركة الالمانية فولغسفاغن تطرح في السوق سيارة سعرها اقل من 15الف دولار مما يجعلها تنافس كل السيارات وتحتل المكانة الاولى في السوق البرازيلية.والى جانب الموديلات الجديدة التي تريد بيجو ستروين انتاجها في البرازيل والارجنتين سوف ترفع عدد وكلاء بيعها من 300 الى 450 وكيلا، من اجل رفع حجم مبيعاتها حتى ال5،5 في المئة، خاصة الموديلات الجديدة التي تريد انتاجها.والجدير بالذكر ان بيجو سيتروين قد شطت عام 2007 بهدف ترشيد المصاريف 8000 مكان عمل في غرب اوروبا مع تراجع حجم مبيعاتها في اوروبا حوالي 13 في المئة.
التعليقات