بعد أقل من 24 ساعة على حديث الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، الذي أكد فيه إعادة هيكلة عدد من الشركات والمؤسسات بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة الجديدة، علمت quot;إيلافquot; اليوم أنه تم إعادة تشكيل مجلس إدارة دبي للاستثمار، والملاحظة الأبرز في التشكيل الجديد، غياب 3 أسماء من أبرز أعضاء مجلس الإدارة، وهم سلطان بن سليم ومحمد القرقاوي ومحمد العبار، كما أزيلت أسماؤهم من قائمة مجلس الإدارة في الموقع الإلكتروني لمجلس إدارة دبي.
دبي: يرى مراقبون أن دبي تتجه حالياً للعودة إلى المدرسة القديمة، التي بدأت أولى خطواتها في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وحققت فيها دبي ازدهاراً اقتصادياً، لفت انظار العالم أجمع، بوجود مجموعة من عرابي الاقتصاد في المنطقة.
ويضم المجلس الجديد المؤلف من ستة أعضاء، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة طيران الإمارات، وأحمد حميد الطاير محافظ مركز دبي المالي العالمي، ومحمد الشيباني الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس بنك دبي الإسلامي.
وفي مرسوم أصدره الشيخ محمد، نشر يوم الجمعة، عيّن الطاير محافظاً لمركز دبي المالي العالمي، بدلاً من عمر بن سليمان. وقال المرسوم إن الخطوة جزء من جهود تطوير الأداء في حكومة دبي والدوائر شبه الحكومية التابعة لها.
دبي تعيش أياماً اقتصادية مهمة
فرضت الأزمة المالية العالمية، التي عصفت بالعالم في منتصف 2008، ظهور مبادرات عدة للبحث عن حلول في سبيل مواجهة تداعياتها التي امتد أثرها إلى الدول نفسها.
وكانت مبادرة حكومة دبي بتبنيها quot;قمة مجالس الاجندة الاقتصادية العالميةquot;، المنبثقة من منتدى دافوس الاقتصادي، لمدة خمس سنوات، إحدى الخطوات المهمة في سبيل مناقشة تداعيات هذه الأزمة، واقتراح التوصيات التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي العالمي.
وتعيش دبي هذه الفترة، أياماً اقتصادية مهمة، من خلال انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي، وأجندة المجالس الاقتصادية، في مدينة جميرا، الذي يحضره نخبة من مدراء الشركات وأصحاب المال والأعمال، في العالم أجمع.
وتهدف قمة مجالس الأجندة الاقتصادية، إلى تسليط الضوء بشكل أعمق على حقيقة الأزمة التي يمر بها العالم، ومن خلال جلسات متتالية تستمر لمدة 3 أيام، يتم في نهايتها رفع التوصيات لمنتدى دافوس لطرحها في المؤتمرات الاقتصادية الدولية.
وللمرة الأولى، في قمة المجالس الاقتصادية، يشارك متحدثون من دول الخليج والعرب، في هذه المجالس، وهو ما اعتبره عدد من المشاركين خلال حديثهم لـ quot;إيلافquot; quot; أنه خطوة مهمة في سبيل الغوص أكثر في أزمات الشرق الأوسط، حتى تكون دول الخليج والعرب جزءاً من عملية البحث عن الحلول، وليس انتظارها فقط من الخارجquot;.
عقارب الساعة لن تعود للوراء
وكان لكلمة الشيخ حمدان بن محمد، ولي عهد دبي، الافتتاحية، صدى واسع بين أوساط الاقتصاديين، حيث تميزت بالوضوح والشفافية، وأكدت عزم الحكومة أن تكون جزءاً من عملية تحسين الوضع الاقتصادي في العالم.
كما بثت كلمة الشيخ حمدان بن محمد الطمأنينة في قلوب الإماراتيين على وجه الخصوص، والمشاركين في المؤتمر، حين أكد أن عقارب الساعة لن تعود للوراء، وأن طريقة التعاطي مع أحداث الأزمة المالية لن تتكرر، مع استمرار التبدل في مراكز القوى الدولية في ظل تشابك المصالح.
كما أكد الشيخ حمدان quot;القيام بإعادة هيكلة لعدد من الشركات والمؤسسات، بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة الجديدة، وقد أعدنا ترتيب جدول أعمالنا، بما يعزز قدرتنا على النهوض بخطط التنمية وصنع المستقبل الواعدquot;.
وأضاف quot; أنجزنا مشاريع عملاقة في مواعيدها، فيما يستمر العمل في مشاريع خططنا الاستراتيجية المدرجة على الأجندة، خاصة في قطاعات السياحة والنقل الجوي والبحري والسكك الحديدية والطاقة المتجددة والطاقة النووية للاستخدامات السلميةquot;.
ودخلت دبي في قائمة المتأثرين من أحداث الأزمة المالية، لكونها تعد مركزا عالمياً مهماً للاقتصاد العالمي، ويعيش فيها أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم.
التعليقات