أثار وضع دبي المالي المهزوز مخاوف من أن تكون هناك بلدان أخرى عاجزة عن دفع ديونها الثقيلة. ونظم حمَلة السندات المالية المستاؤون محادثات طارئة مع مسؤولين من دبي، سيتم عقدها هذا الأسبوع للحصول على قدر من التوضيح حول الحالة الصحية المالية لشركة مجموعة دبي العالمية التي تمتلكها الإمارة. وقد توجه الانتباه صوب أبوظبي، وراح المحللون يتكهنون بما ستطلبه أبوظبي مقابل ذلك، الذي قد يكون أصول مربحة مثل شركة موانئ دبي العالمية وخطوط الإمارات الجوية.

إعداد لؤي محمد: نظم حمَلة السندات المالية المستاؤون محادثات طارئة مع مسؤولين من دبي، سيتم عقدها هذا الأسبوع للحصول على قدر من التوضيح حول الحالة الصحية المالية لشركة مجموعة دبي العالمية التي تمتلكها الإمارة، والتي تسببت في حالة ذعر تفشي في كل أسواق العالم المالية، بعدما طلبت من دائنيها مهلة ستة أشهر، قبل البدء ثانية بدفع الفوائد على استحقاقاتها المالية تجاههم.

ويأتي غضب المستثمرين من مجيء الإعلان في بداية عيد الأضحى وأعياد الشكر الأميركية، ما جعلهم في حال من العتمة لأيام عدة. وقال أحد المسؤولين عن الاستثمارات المصرفية إنهم quot;لن يتمكنوا من الحصول على فلس واحد مرة أخرى من مجتمع الاستثمارات العالميquot;. وكانت مجموعة دبي العالمية قد صدمت الأوساط المالية الأربعاء الماضي، حينما أعلنت عن نيتها تأجيل مدفوعات الفوائد المستحقة للبنوك المستثمرة على ديونها، والبالغة حوالي 60 مليار دولار. وترتب عليها بروز المخاوف من اهتزاز الثقة بوضع الاستثمارات الحالية، مما قد يقود إلى عودة الركود الاقتصادي ثانية.

وأثار وضع دبي المالي المهزوز مخاوف من أن تكون هناك بلدان أخرى عاجزة عن دفع ديونها الثقيلة. وضمن هذا السياق، قال داني غاباي مدير معهد quot;فاذومquot; الاستشاري في المدينة التجارية في لندن إن لاتفيا واليونان وأوكرانيا وهنغاريا التي تواجه كلها مشاكل مالية حادة في quot;الخط الأولquot; في معركتها لتجنب أزمة ديون حكومية في المستقبل.

ويبدو أن البنوك البريطانية معرضة لخسائر كبيرة في حالة عجز مجموعة دبي العالمية عن الدفع فبنك أتش أس بي سي وستاندارد تشارترد سيخسران 611 مليون دولار و177 مليون دولار على التوالي، حسب التقديرات المبكرة التي قدمها محللون من بنك غولدمان ساكس.

وقد توجه الانتباه صوب إمارة أبوظبي، التي أصبحت موضع ضغط لإخراج دبي من مأزقها المالي. وحسب صحيفة الأوبزفر اللندنية الصادرة اليوم، فإن المحللين راحوا يتكهنون بما ستطلبه أبوظبي مقابل ذلك، وقد يكون ضمن ما ستطالب به الأخيرة أصول مربحة مثل شركة موانئ دبي العالمية وخطوط الإمارات الجوية. ولأبوظبي ثروة سيادية تصل إلى 500 مليار دولار في أصولها المالية، وهي بلا أي ديون خارجية.

كذلك ستفرض الأزمة في دبي ضغوطاً على المنطقة، كي تكون أكثر شفافية للمستثمرين. وقال يان راندولف من مؤسسة quot;آي أتش أس غلوبال انسايتquot; المالية إن quot;الخطوط بين ما هو عام وما هو خاص بالنسبة إلى الأعمال مختلطة بعضها ببعض في الشرق الأوسط، والمفارقة أنك بحاجة إلى أزمة بهذه الضخامة كي ينكشف أمامك مدى توافر الضمانات والالتزامات والمسؤوليات القانونية المتبادلة بين القطاعين العام والخاصquot;.