عشق آباد: أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة الثلاثاء أن روسيا تنوي استئناف شراء الغاز من تركمانستان اعتباراً من كانون الثاني/يناير 2010، في قرار يفترض أن ينهي الخلاف الذي يسمم العلاقات بين البلدين منذ نيسان/إبريل.

وقال الكسندر مدفيديف نائب رئيس غازبروم للصحافيين، على هامش زيارة للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة quot;ننوي البدء بالشحنات اعتباراً من الأول من كانون الثاني/يناير، ولكن ليس أبعد من 10 كانون الثاني/ينايرquot;.

وتحدث الكسندر مدفيديف عن كميات تصل إلى ثلاثين مليار متر مكعب سنوياً، بدون أن يوضح ما إذا كانت ستطبق بدءاً من 2010. كما رفض توضيح السعر، مشيراً إلى أنه quot;سر تجاريquot;.

وسيجري تسليم الغاز في إطار عقد طويل الأمد، كان أبرم في 2003 بين غازبروم وتركمانغاز، ويمتد حتى 2028. ووقعت غازبروم وتركمانستان ملحقاً لهذا العقد الثلاثاء. وعبّر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن ارتياحه قائلاً إن quot;السنة انتهت بمؤشرات إيجابيةquot;.

وأضاف أن الاتفاق حول quot;توسيع التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة وصنع الآلاتquot; الذي وقّعه مع نظيره التركمانستاني قوربان قولي برديمحمدوف quot;سيشكل أساساً جيداً لتعاوننا في قطاع الطاقةquot;.

من جهته، قال برديمحمدوف quot;إنه خامس لقاء بيننا هذه السنة، ويجري بشكل إيجابي. ونحن نصف علاقاتنا بروسيا بأنها شراكة استراتيجيةquot;. وسمم خلاف حول الغاز العلاقات بين روسيا وتركمانستان، منذ الانفجار الذي وقع في نيسان/إبريل في أنبوب للغاز يربط بين البلدين، وتوقف الشحنات إلى روسيا، أي الصادرات شبه الكلية من الغاز التركمانستاني.

واتهمت تركمانستان روسيا بالوقوف وراء الانفجار، ملمحة إلى أن موسكو تبحث عن ذريعة لوقف استيراد الغاز من تركمانستان، بينما يشهد الطلب في أوروبا انهياراً. وفي مواجهة انعكاسات الأزمة المالية في العالم، أدرجت غازبروم في ميزانيتها لـ2010 أن لا تشتري أكثر من 10.5 مليارات متر مكعب من الغاز من عشق آباد.

وتمارس روسيا شبه احتكار لصادرات الغاز من تركمانستان، التي تتم عبر شبكة من الأنابيب، تعود إلى عهد الاتحاد السوفياتي السابق. ودفع انفجار نيسان/إبريل تركمانستان إلى البحث عن طرق تصدير بديلة. وحاول الاتحاد الأوروبي بصعوبة استغلال هذا الخلاف لتعزيز تعاونه مع تركمانستان، وخفض تبعيته لشحنات الغاز الطبيعي الروسي.

أما الصين فقد نجحت في توسيع نفوذها، بفضل احتياطاتها الهائلة من السيولة، عبر منح قروض وعرض مشاريع للبنى التحتية من أجل إغراء قادة المنطقة.

ودشّن الرئيس الصيني هو جينتاو في 14 كانون الأول/ديسمبر الاثنين في تركمانستان أنبوباً عملاقاً للغاز، سيؤمّن وصول غاز طبيعي تركمانستاني إلى الصين، ويجسد النفوذ المتزايد لبكين في آسيا الوسطى. وقال الرئيس هو يومها إن quot;الصين متفائلة بتعاوننا وفتح أنبوب الغاز هذا هو منصة جديدة للتعاون بين شعبينا الصديقينquot;.

ويعبر الأنبوب آسيا الوسطى على امتداد 1800 كلم، ويمر عبر تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان، قبل أن يصل إلى الصين، حيث يبلغ طوله أكثر من خمسة آلاف كيلومتر.

ويفترض أن يزوّد هذا الخط شركة النفط الصينية الحكومية quot;تشاينا ناشونال بتروليوم كوربquot; ما يناهز 40 مليار متر مكعب من الغاز بحلول 2012-2013، عندما تبلغ قدرته التشغيلية مداها. ويبدو تشغيل هذا الأنبوب أقرب إلى انتصار للصين التي تحاول منذ سنوات التقدم في هذه المنطقة الغنية بالمحروقات، والتي تهيمن عليها روسيا تقليدياً.

وأكد رئيس تركمانستان في حينه أهمية هذه البنية التحتية لتطوير العلاقات بين مختلف دول المنطقة. وقال إن quot;إطلاق أنبوب الغاز اليوم يفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين بلداننا، وستكون صفحة مضيئةquot; في تاريخها.

وتملك تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، التي ما زالت منطوية على نفسها، واحداً من أهم احتياطات الغاز في العالم.

وحرصت غازبروم الثلاثاء على التركيز على آفاق التعاون الواسعة مع تركمانستان، مثل quot;بناء أنبوب جديد للغازquot; عبر تركمانستان إلى أوروبا، والتعاون في مجالي التنقيب وإنتاج المحروقات في القطاع التركماني من الهضبة القارية لقزوين.

وفي المجال الثقافي، دشّن مدفيديف وبرديمحمدوف مدرسة روسية في تركمانستان تتسع لـ800 تلميذ بتمويل من غازبروم.