أسامة مهدي من لندن: بدأ وفدان عراقي وإيراني في بغداد اليوم مباحثات لتوقيع مذكرة تفاهم بين البلدين تضم ثمانية بنود تنص على تبادل مجاميع سياحية بمعدل خمسة آلاف شخص يوميا من المنافذ البرية بينهما وعبر مطاري بغداد النجف الدوليين وأية مطارات أخرى سيتم افتتاحها وتحديد مدة إقامة السياح بما لا يتجاوز عشرة أيام في كل من مدن بغداد وكربلاء والنجف وبابل وسامراء وهي التي تضم مراقد لائمة الشيعة يقصدها عشرات آلاف الزائرين الإيرانيين كل عام .. إضافة إلى العمل في مجال مكافحة تهريب الآثار العراقية وإعادة القطع التي يتم وضع اليد عليها لدى الجانب الإيراني الذي سيقوم ببناء متحفين جديدين في مدينتي النجف وكربلاء . وأكد رئيسا الوفدين العراقي والإيراني رغبة بلديهما الأكيدة في تطوير العلاقات السياحية وخاصة الدينية بين البلدين وعزمهما على توقيع مذكرة تفاهم سيتم بموجبها تبادل المجاميع السياحية على إن تقوم هيئة السياحة في العراق ومنظمة التراث الثقافي والسياحة في إيران بتنظيم هذه المجاميع والقيام بكل ما يسهل التنقل والإقامة والطعام وذلك بواسطة شركات سياحية متخصصة في البلدين.
ويرأس وفد العراق في المباحثات مستشار وزارة الدولة للسياحة والآثار بهاء احمد السياح فيما يرأس الوفد الإيراني محمد علي باك شرست مسئول السياحة الخارجية .
وتتضمن مذكرة التفاهم التي أعدت لهذا الغرض ثمان مواد تؤكد التزام الطرفيين ببذل كل ما في وسعهما من اجل تطوير وتنمية التعاون في مجال السياحة والآثار على أن يتم إشعار الجهات الحكومية والخاصة كافة ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بهذه المذكرة والعمل على تحرير تدفق السياح بينهما من المعوقات التي تحول دون ممارسة الشركات السياحية الخاصة بين البلدين والمجازة وفقاً للقانون نشاطاتها بشكل مباشر كما قال مصدر في المكتب الوطني للإعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي لquot;إيلافquot; .
كما تشير المذكرة إلى الاتفاق على تبادل المجاميع السياحية بين البلدين بما يعادل 5000 سائح يومياً على أن تقوم الشركات السياحية فيهما بالتعامل المباشر فيما بينها وتحريرها من القيود التي تحول دون ممارستها لأنشطتها السياحية ويتم إرسال قوائم بأسماء السائحين قبل فترة لا تقل عن شهر من موعد الوصول إلى العراق ويكون الدخول من المنافذ البرية على شكل مجاميع تضم بين 35 و45 شخصاً من ضمنهم الأدلاء السياحيين. كما يمكن استقبال المجاميع السياحية من مطاري بغداد والنجف الدوليين وأية مطارات أخرى سيتم افتتاحها في أي من المدن العراقية. وتحدد المذكرة مدة إقامة السياح بعشرة أيام في كل من مدن بغداد وكربلاء والنجف وبابل وسامراء وهي المدن التي تضم أضرحة أئمة للشيعة ويرتادها عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين والمسلمين من دول أخرى كل عام .. ومن جانبهم يقوم المئات من العراقيين بزيارة مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد الإيرانية والاطلاع على المعالم الآثارية والسياحية في إيران.
كما تضع المذكرة ضوابط وإجراءات تنظيمية منها اعتماد تصنيف الفنادق وفقاً للقوانين والأنظمة العراقية النافذة وتنظيم ومراقبة عمل شركات السياحة بين البلدين . وينتظر أن تؤدي الآلية الجديدة إلى نقلة نوعية لقطاع السياحة في العراق ولاسيما في المدن الدينية. وفي مجال الآثار أكدت المذكرة على الإفادة من الخبرات الواسعة لدى الجانب الإيراني واتخاذ الإجراءات الضرورية في مجال مكافحة تهريب الآثار العراقية والالتزام بمضمون الاتفاقيات والقرارات الدولية ذات العلاقة، والعمل على إعادة الآثار العراقية التي يتم وضع اليد عليها لدى الجانب الإيراني فضلا تدريب الكوادر العراقية في مجالات صيانة الآثار والمواقع التراثية والمخطوطات. كما تنص على قيام الجانب الإيراني بتقديم المعونة لتأهيل متحفي الديوانية والكوفة وبناء متحفين جديدين في مدينتي النجف وكربلاء وفقاً للتصاميم التي يتم الاتفاق عليها وتقديم المساعدات الخاصة بصيانة وأعمار المراقد المقدسة والمواقع التراثية والأثرية والمخطوطات العراقية والتراثية.
وسيتم تشكيل لجنتين احدهما وزارية والأخرى فنية لغرض تنفيذ بنود هذه المذكرة على أن تجتمع الأولى سنوياً وبالتناوب في البلدين وتجتمع الثانية كل ثلاثة أشهر وبالتناوب في البلدين أيضا .
وعلى الصعيد نفسه فقد أعلن وزير النقل العراقي السبت الماضي انه سيعطي موافقة فورية لكل شركات الطيران الراغبة في تسيير رحلات إلى العراق . وقال الوزير عمر عبد الجبار إسماعيل خلال زيارته لمدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) أن كل شركة طيران تريد تسيير رحلات إلى مطار النجف أو أي مطار أخر في العراق يمكنها أن تحصل على موافقة فورية من الوزارة. وأضاف انه بحث موضوع تطوير مطار النجف مع المسئولين في تركيا ولبنان وسوريا ومصر.
من جهة أخرى بدأ المسئولون في هذا المطار منح تأشيرات دخول فورية في محاولة لتشجيع حركة الملاحة نحو مدينة النجف. ومنذ افتتاحه في 20 تموز (يوليو) الماضي لم يحقق مطار النجف النجاح المرتجى إذ لم يستقبل سوى ألف زائر أي بمعدل أربعين شخصا كل أسبوع يفدون من بيروت ودمشق وطهران.
وأوضحت سلطات المطار انه سيستقبل اعتبارا من الشهر المقبل 22 رحلة (خاصة) من دبي وعشرين من البحرين وخمس رحلات من الكويت وثلاثا من عمان إضافة إلى 14 رحلة من طهران ومشهد وأصفهان. وأكدت انه في إمكان مطار النجف استقبال عشر رحلات يوميا.
ومن جانبه أعلن رئيس ادارة مطار النجف نجاح البلاغي عن منح الزوار القادمين عن طريق المطار تأشيرة الدخول quot;الفيزاquot; مباشرة من داخل مطار النجف من دون الرجوع إلى السفارات العراقية وقنصلياتها. وأشار إلى انه قد تمت المباشرة بمنح تأشيرة الدخول quot;الفيزاquot; بدءا من يوم الأربعاء الماضي خصوصا مع اقتراب موعد الزيارة الأربعينية لمرقد الإمام الحسين حيث يشهد المطار زخما في رحلاته وذلك لتسهيل وصول الزوار من جميع الدول إلى النجف القريبة دون مراجعة السفارات العراقية في بلدانهم .
التعليقات