طلال سلامة من روما: كان الأمر مستحيلاً في الماضي بيد أن تآكل quot;أليتالياquot;، شركة النقل الجوي الوطنية السابقة، وتقسيمها إلى جزئين أعطى فرصة ذهبية لشركة quot;لوفتهانزاquot; الألمانية للتنافس مع شركة quot;فاشلةquot; تجارياً في قلب الأراضي الإيطالية.وستتمحور هذه المنافسة السهلة حول الرحلات الجوية من العاصمة روما الى ميلانو، ذهاباً وإياباً، مما سيدر على quot;لوفتهانزاquot; ملايين اليورو سنوياً لا سيما ان نظرنا الى عدد المارين بمطاري quot;فيوميتشينوquot; بروما وquot;مالبينساquot; قرب ميلانو الذي يفوق العشرة ملايين باستثناء مواسم السياحة هنا.اعتباراً من الشهر المقبل، ستفتتح quot;لوفتهانزاquot; ثلاثة طرق جوية جديدة تتخذ من مطار quot;مالبينساquot; قاعدة لها كي تتفرع باتجاه روما(أربع رحلات يومية) ومدينة نابولي(رحلتين) ومدينة باري(رحلة واحدة في اليوم).

ويبدو أن شركة quot;كايquot; المولودة على أطلال quot;أليتالياquot; لم تفلح في تحقيق النتائج المنشودة، لا مالياً ولا من حيث عدد المسافرين. فطائرات quot;أليتالياquot; تحلق اليوم في السماء بحمولة بشرية تراجعت لغاية 70 في المئة!لا بل ثمة طائرات تريد quot;كايquot; بيعها أم استعمالها قطع غيار لأسطولها الجوي الذي يعاني من قلة تنافسية. في سياق متصل، يشير الخبراء الاقتصاديين الى أن استمرار تدهور عدد المسافرين مع شركة quot;كايquot; سيكلف الأخيرة خسائر يومية مقدارها مليون يورو تقريباً! أما فرع quot;لوفتهانزاquot; بإيطاليا الذي تم تعزيزه مؤخراً بموارد بشرية ومالية ولوجستية إضافية فانه سيستقدم طائرتي quot;آرباصquot; مباشرة من ألمانيا ليرتفع هكذا أسطوله الجوي المستوطن بإيطاليا من 6 الى 8 طائرات.

في أي حال، تقوم quot;لوفتهانزاquot; بمناورات أوروبية واسعة النطاق للهيمنة على أكبر شريحة ممكنة من المسافرين، عن طريق تقديم عروض سفر مغرية كذلك تدوم صلاحيتها ستة شهور. دوماً كقاعدة انطلاق من ايطاليا، وسعت quot;لوفتهانزاquot; طرقها الجوية لتشمل بروكسل وبودابست وبوخارست ومدريد إلى جانب باريس وبرشلونة.اعتباراً من نهاية الشهر، ستصل طائرات الشركة من مطارات ايطاليا الرئيسية إلى لندن وليشبونة. بعد مرور أربعة أسابيع على وصولها ايطاليا زرع فرع quot;لوفتهانزاquot; الإيطالي نفسه بنجاح في قلب السوق الجوية. على صعيد مسار الحجوزات، فانه إيجابي جداً مما دفع إدارة الشركة الى توسيع تشكيلة عروضها.