اعتدال سلامه من برلين: عندما قررت ألمانيا قبل بضعة أعوام مع فرنسا أن يبني الاتحاد الأوروبي للصناعات الفضائية والتسلح طائرة النقل الحربية الضخمة A400M كان الهدف منها تقليل اعتمادها على طائرات النقل التي تستأجرها من روسيا لنقل جنود إلى المناطق التي يساهمون فيها بإحلال السلام، إلا أن الأزمة المالية الدولية ألقت بظلالها الآن على مصير هذا الطائرة، لذا سوف تكون على جدول أعمال لقاء مجلس الوزراء الفرنسي الألماني الدوري يوم غد الخميس، وأكدت المستشارة الألمانية انجيلا ماركل على حرصها على إتمام هذا المشروع العسكري المهم.

وكان من المفترض أن تشكل طائرة ايرباص A400M بدء من عام 2014جزءا من الأسطول الجوي الذي يريد الاتحاد الأوروبي امتلاكه،وفي البداية سوف يقتصر على طائرة النقل هذه كي يستغنى عن الجهات التي يتم استئجار طائرة نقل ضخمة منها كروسيا مثلا، لان تكاليف الاستئجار باهظة.فحسب مصادر في وزارة الدفاع الألمانية مواصلة زيادة التكاليف لتتجاوز الأربعة مليار يورو بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام واستخدام المزيد من المواد والمعدات أكثر مما كان مخطط له إضافة إلى تغييرات في بعض الجوانب التقنية من المحركات، أوصل تكاليف المشروع إلى 20 مليار يورو.

وكان اتحاد الصناعات قد قدر ارتفاع التكاليف قبل عامين بحوالي ملياري يورو. رغم ذلك رفضت الوزارة التعليق على خبر مفاده بان تسليم أول طائرة لن يكون حسب الموعد الذي حدد له وهو 2014 بل عام 2017.إلا أن مسئول في الاتحاد الأوروبي للصناعات الفضائية قال بان أول رحلة لأول طائرة مرتبط بتسلم المحركات، لذا يجري المسئولون حاليا مفاوضات مع شركة Cosortium EPI المصنعة للمحركات، ولا يمكننا تحديد الوقت الذي سيتم فيه تسليمنا إياها طالما انه لم تصلنا منها معلومات عن تاريخ التسليم،وهذا يجعلنا أيضا غير قادرين على تحديد التكاليف الجديدة المتوقعة.

وكان الاتحاد الأوروبي للصناعات الفضائية والتسلح قد أعلن الخريف الماضي عن تأجيل موعد لأول رحلة لطائرة النقل الضخمة A400M إلا انه متمسك بالمشروع وتحاول ألمانيا إيجاد طرق أخرى لتحقيقه منها إشراك اكبر عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي فيه من اجل توزيع أعباء التكاليف، مع هذا تنظر بلدان أوروبية إلى المشروع بعين الحذر لأنه واجه منذ طرحه مشاكل كثيرة أدت بعضها إلى إقالات كثير منها إقالة المدير العام وتعيين الفرنسي لويس غالوا.

ويواجه الاتحاد الأوروبي للصناعات الفضائية والتسلح الآن خسائر كبيرة بسبب تأخر طائرة النقل العملاقة، لذا من غير المعروف مدى تأثير ذلك على عمله. لكن يحمل خبراء اقتصاد غالوا ومدير شركة ايرباص توماس اندرس المسؤولية، فحسب قولهم قامرا بمصير الطائرة العملاقة بإجبار القوات المسلحة الأوربية على الشعور بأنها بحاجة إلى طائرات نقل كبيرة أميركية، لكن الحكومات الأوربية تريد إلى الآن تفادي شراء موديل أميركي، والى حين العثور على الحل فقد توضع طائرة A330 في الخدمة.