نيويورك: أقر برنارد مادوف الخميس بأنه مذنب في اتهامات بتدبير أكبر عملية احتيال مالي يشهدها وول ستريت، وخداع المستثمرين، للحصول على مليارات الدولارات، في عملية احتيال أذهل حجمها الرأي العام، وأثار مطالب برقابة أكثر صرامة. وقال مادوف بعدما أقرّ بذنبه في 11 اتهاماً موجهاً إليه quot;لا يمكنني أن أعبّر عن أسفي بما فيه الكفاية، وأنا أقر بما فعلتquot;. ووصف مادوف، مدير الاستثمارات والرئيس السابق لبورصة ناسداك، الخطة طويلة الأمد التي كان يدرك من بدايتها quot;أنها خطأ، وتمثل جريمةquot;، لكنه كان يأمل أن تنتهي بسرعة.

وذكر في قاعة محكمة في مانهاتن، حيث تمت دعوة ضحاياه إلى الإدلاء بشهاداتهم أنه مع تورطه بدرجة أكبر في الاحتيال quot;أدركت أن اعتقالي، وهذا اليوم، سيأتيان حتماًquot;. ودور مادوف في الخطة، التي تمكنت من جمع 65 مليار دولار بالاحتيال على مدى 20 عاماً قبل انهيار الأسواق عام 2008 قد يبقيه في السجن مدى الحياة.

وأكد مادوف الذي تحدث 10 دقائق أنه quot;ممتنquot; لمنحه فرصة الحديث quot;وأسف للغاية، وأشعر بالخجلquot;.
وأقر مادوف بالاحتيال في الأوراق المالية، وتقديم الاستشارات للمستثمرين، واعترف بـ 3 اتهامات بغسل الأموال، وتقديم بيانات خاطئة وتسجيلات وهمية لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية وغيرها من الاتهامات. وكان من بين المستثمرين لديه صناديق تحوط وبنوك ومؤسسات خيرية يهودية وأثرياء وأفراد في أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا. ومن المقرر أن يصدر القاضي ديني تشين حكمه على مادوف في تاريخ لاحق.

وكانت محكمة أميركية أمرت الخميس بالسجن الفوري لرجل الأعمال الأميركي برنارد مادوف، بعدما اعترف بذنبه في تهمة الاحتيال الضخمة الموجهة إليه. وأمر القاضي ديني تشين بسجن مادوف بانتظار صدور الحكم عليه في 16 يونيو المقبل بتهم الاحتيال والسرقة وتبييض الأموال.

وتبلغ قيمة عملية الاحتيال الضخمة التي يحاكم بشأنها 50 مليار دولار. وكان المدعي مارك ليت الذي استبعد أي احتمال للرحمة أو التفاوض، قال إنه سيطلب الحكم عليه بالسجن 150 عاماً.

والمحاكمة مؤشر إلى أهمية هذه القضية التي هزّت عالم المال حول العالم، وبدأت قنوات التلفزيون الأميركية نشراتها الإخبارية بهذا النبأ، وبثّت صوراً لسيارة مادوف في شوارع نيويورك.

وسجلت المحكمة حتى الآن طلبات 25 ضحية للشهود في المحاكمة. واعتبرت النيابة أن 177 مليار دولار مرّت عبر صندوق مادوف في أكثر من 20 عاماً، على حساب الكثير من المستثمرين. ورفض محاميه دانيال هوروفيتز تقدير 177 ملياراً، واعتبره quot;مضخماًَ كثيراًquot;. وأفادت وثائق نشرت الثلاثاء بأن المليارات التي استثمرها مشاهير وبنوك ومنظمات خيرية أو جامعات، استخدمت quot;لتلبية السحوبات الموضعية لمستثمرين آخرين، وكذلك لاقتناء مادوف، أفراد عائلته أو شركائه، المشتريات.

وسيكون صعباً جداًَ وضع جردة بالضحايا المحتملين كافة لمادوف، لأنه استخدم المليارات التي استثمرها زبائنه لتسديد أرباح كبرى لغيرهم طوال سنوات، فيما كان ينهب البعض. وأدت الأزمة المالية العالمية إلى فضيحته، بعد مطالبة عدد كبير من المستثمرين القلقين بأموالهم، ما كشف عملية الاحتيال الضخمة التي بدأت في الثمانينات، بحسب المحققين.