طلال سلامة من روما: إنها أم وموظفة في الوقت عينه، نحن نتحدث عن موضة جديدة تعتنقها المرأة الإيطالية، وتعكس معها كفاحاً يومياً بحثاً عن توازن مفقود، نجحت نساؤهن في استعادته مجدداً. في الوقت الحاضر، نستطيع القول إن 61 % من الإيطاليات ينخرطن في قطاع العمل، حتى لو كانت وراءهن أسرة ينبغي تغذية شرايينها الحيوية يومياً. ويمكن تقسيم الإيطاليات إلى أكثر من فئة. إذ إن 46 % منهن موظفات، و20 % ينتمين إلى صاحبات المهن الحرة.

علاوة على ذلك، فإن 44 % منهن، بحوزتهن عقود عمل غير محدودة زمنياً، و19 % منهن يعملن نصف نهار، بعقد عمل غير محدود بدوره. كما يسجل اشتراك 24 % منهن في أنشطة تعاونية متقطعة. ومن اللافت أن 75 % من أزواجهن يؤيد توغلهن في مجالات العمل.
ولا تنخرط المرأة الإيطالية في العمل للضرورة، إنما وفق خياراتها الطوعية. وينتمي 59 % منهن إلى هذه العقيدة. كما إن 54 % منهن ينظرن إلى العمل كمتعة، في حين، ينظر 46 % منهن إلى العمل كأنه مصدر رضى. لا بل نستطيع القول إن العمل بات هوية اختارتها الإيطاليات (نحو 78 %) من جراء رغبتهن بالاستقلالية. وثمة شريحة صغيرة منهن (10 %) تخترنه لإثبات قدراتهن أمام نفسهن، وليس أمام الآخرين. كما إن 48 % منهن يخترن عملاً مفيداً أومهماً، فيما يريد 35 % منهن انتزاع ثقة أرباب العمل بتكوينهن المهني.

وبرغم الأزمة المالية، إلا أن المرأة الإيطالية لم تستسلم للقدر، وبين الأسباب التي تردع العاملات عن هجرة أماكن العمل يسجل في المرتبة الأولى، 52 % منهن، عدم الرغبة في فقد تحقيق التطلعات الشخصية في قطاع العمل. وفي المرتبة الثانية، 37 %، تخشين خسارة باقة اتصالاتها مع العالم الخارجي. أما في المرتبة الثالثة، 24 %، فلا تعتزمن خسارة الحوافز الثقافية المتعلقة بالعمل.