طهران: اتهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد البرلمان بانتهاك الدستور بعد رفضه مبدأ رئيساً في خطه لإصلاح نظام الدعم في إطار خلاف يزداد اتساعاً حول السياسات الاقتصادية قبيل انتخابات الرئاسة.

وأوضحت وسائل الاعلام يوم الاثنين ان أحمدي نجاد وهو سياسي محافظ من المتوقع ان يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات في الانتخابات المقررة في يونيو حزيران المقبل وجه الاتهام في خطاب لرئيس البرلمان علي لاريجاني.

وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (ايرنا) ان احمدي نجاد قال في الخطاب ان البرلمان quot;انتهك بعض مواد الدستور في التعامل مع ميزانيته المقترحة.quot;

وصوّت البرلمان في التاسع من مارس اذار الجاري لصالح شطب فقرة في مشروع ميزانية عام 2009-2010 كان من شأنها تغيير نظام الدعم السخي في ايران وقال نواب البرلمان انها ستزيد التضخم في رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وقال التلفزيون الايراني الحكومي في موقع على الانترنت ان البرلمان أقر الميزانية في وقت لاحق لكن بدون خطة اصلاح الدعم الحكومية التي تبلغ قيمتها 19 مليار دولار. ومازال يتعين أن يوافق مجلس صيانة الدستور على الميزانية.

ونقلت وسائل الاعلام ان أحمدي نجاد يرى أن البرلمان تجاوز الحد في التعديلات التي أدخلها على مشروع ميزانيته لكن محمد باهونار نائب رئيس البرلمان قال ان البرلمان عمل في حدود صلاحياته.

ورفض لاريجاني وهو سياسي محافظ منافس للرئيس انتقادات احمدي نجاد في خطاب موجه له.

ونقلت الوكالة عن خطاب لاريجاني قوله quot;مجلس صيانة الدستور هو المخول وحده سلطة تحديد انتهاكات الدستور وتدخل الرئيس غير مشروع.quot;

ويقول منتقدون ان خطة الحكومة لرفع اسعار الطاقة والمرافق وتعويض الاسر محدودة الدخل بمدفوعات مباشرة سيزيد من التضخم المرتفع فعلا في وقت تنخفض فيه اسعار النفط وتتصاعد التوترات الاقتصادية.

ويتهمون أحمدي نجاد بتبديد ايرادات استثنائية من ارتفاع أسعار النفط في وقت سابق مما ترك البلاد في وضع أكثر هشاشة في وقت صعب مثل الوقت الراهن.

ويرى أحمدي نجاد ان خطته ستساعد على quot;تطبيق العدالة وازالة التمييزquot; وان التغيير مطلوب بشكل أكثر الحاحا الان في ظل انخفاض أسعار النفط بنحو مئة دولار للبرميل من ذروتها التي تجاوزت 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز الماض مما أضر بمصدر الدخل الرئيسي في ايران.

ومنافسه الرئيسي في الانتخابات المقررة يوم 12 يونيو من المتوقع أن يكون الرئيس السابق محمد خاتمي الذي تحسنت في عهده من 1997 الى 2005 العلاقات مع الغرب.

لكن مساعدا لخاتمي أبلغ رويترز يوم الاثنين انه قرر سحب ترشيحه وسيؤيد مرشحا اخر من المعتدلين في انتخابات الرئاسة ولم يذكر اسم هذا المرشح. ومن المرشحين الاصلاحيين كذلك مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق.

وتدهورت علاقات ايران بالغرب مرة أخرى في عهد أحمدي نجاد فيما يرجع اساسا الى أحاديثه النارية المناهضة للغرب. وعرض الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما مد يده بالسلام للجمهورية الاسلامية اذا quot;خففت من موقفهاquot;.

ويقول المحللون ان نتائج الانتخابات قد تعلق على ما اذا كان أحمدي نجاد سيحتفظ بتأييد أية الله علي خامنئي صاحب الكلمة العليا في البلاد والذي كان قد اشاد علنا بالرئيس