تربط إعادة مفاوضات التجارة الحرّة بالإيجابيَّة
دول الخليج تطالب الاتحاد الاوروبي بالمرونة تجاه المسائل العالقة
محمد العوفي من الرياض: ربطت دول مجلس التعاون الخليجي إعادة مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي بتقديم أوروبا مرونة تجاه المسائل العالقة التي أدت إلى تعليق دول الخليج المفاوضات. وأوضح الدكتور رئيس الفريق التفاوضي الخليجي حمد البازعي في تصريح لــquot; إيلافquot; أن دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر من الاتحاد الأوروبي مرونة تجاه المسائل العالقة قبل البدء في أي محادثات جديدة. ورفض البازعي الذي يشغل إلى جانب رئيسة الفريق التفاوضي منصب وكيل وزارة المالية السعودية للشؤون الاقتصادية التصريح الإفصاح عن تحرك خليجي تجاه الدعوة الأوروبية من عدمه، لكنه أكد أن دول مجلس التعاون تنظر مرونة الاتحاد الأوروبي.
وكانت دول الخليج قد تسلمت في وقت سابق خلال الأمانة العامة لمجلس التعاون ردًا أوروبيًا على قرارها تعليق مفاوضات التجارة الحرة، وصف من قبل مصادر قريبة أنه جاء من دون إشارات من شأنها أن تسهم بشكل مباشر في موضوع تعليق المفاوضات، واكتفى بتأكيد اهتمامه بالتوصل إلى عقد اتفاقية التجارة الحرة مع دول المجلس.
وتأتي تصريحات البازعي مخالفة لتوقعات مصادر خليجية إعادة فتح ملف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي، بعد تجميدها قبل نحو ثلاثة أشهر من جانب الأمانة العامة لدول التعاون، والتي أشارت إلى وجود اتصالات بشأن إيجاد آلية جديدة لفتح ملف اتفاقية التجارة الحرة، وفق منهج جديد يراعي وجهات النظر الخليجية، وصياغة برنامج عمل محدد، موضحة أن المسألة ترتبط بتلبية مطالب خليجية محددة. وتصر دول مجلس التعاون الخليجي على موقفها القاضي بتعليق مفاوضات التجارة الحرة مع الأوروبيين، على الرغم من تلقيها دعوة من مسؤولين أوروبيين لاستئناف المحادثات من جديد التي مضى عليها أكثر من 20 عامًا ما لم تقدم الأخيرة مرونة كافية قبل اتخاذ القرار.
ويأتي الموقف الخليجي على خلفية تمسك الجانب الأوروبي بمطالب سياسية تعتقد دول الخليج أنها لا ترتبط بالاتفاقية ولا تمت بأي صلة للتجارة الدولية أو التجارة الحرة وموضوع رسوم الصادرات، حيث يصر الجانب الأوروبي على إضافة جوانب سياسية ليست لها علاقة بالاتفاقية التجارية أو التجارة الدولية، الأمر الذي دعا دول الخليج لاتخاذ قرارها بعدم الاستمرار في هذه المفاوضات وإعلان قرار تعليقها مع نهاية العام الماضي 2008.
وعلى الرغم منأن قمة قادة دول الخليج التي عقدت في مسقط نهاية العام الماضي أبدت أسفها لعدم التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع أوروبا، وذلك نتيجة عدم تجاوب الاتحاد الأوروبي مع المقترحات التي قدمتها دول المجلس لإنهاء مفاوضات الاتفاقية بين الجانبين، مما أدى إلى تعليق دول المجلس هذه المفاوضات.وتطمح دول الخليج التي يؤدي قرار تعليق المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي إلى حلحلة الموقف الأوروبي وجعله يتراجع عن مواقفه تجاه المسائل العالقة، ومن أبرزها قضية حقوق الإنسان.
التعليقات