كامل الشيرازي من الجزائر : تستعد الجزائر لخلق ما لا يقلّ عن 150 ألفمؤسسة مصغّرة ومتوسطة خلال الخمس سنوات المقبلة، وبحسب تصريحات مسئول حكومي لـquot;إيلافquot; فإنّ نجاحات هذه المؤسسات على صعيد تفعيل الآلاف من الطاقات الشابة وامتصاص البطالة، بجانب إسهام المؤسسات الـ321ألفالموجودة في إحداث ديناميةفي الشق المتعلق بالتنمية الاقتصادية المستديمةتجلت مظاهرها عبر المنجزات المحققة في قطاع الصناعات التقليدية.وقالquot;رشيد موساويquot;المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات المصغّرة والمتوسطة، إنّ بلاده تعمل على تحضير برنامجا ثانيا موجه لهذا القطاع، ولن يتوقف هذا البرنامج عند حدود المخطط الخماسي (2009 - 2014) بل سيمتد بحسبه إلى آفاق العام 2025، وسيكون هذا البرنامج الموسّعتكميليا للخطة التي شُرع في العمل بها سنة 1999، وسمحت بمضاعفة أعدادالمؤسسات الصغيرة والمتوسطةquot; أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى قرابة أربعمائةألف مؤسسة، مقابل 175 ألف مؤسسة فحسب قبل عشر سنوات.

وبمناسبة ملتقى دراسي احتضنته مدينة وهرانالجزائرية على مدار يومين، تمّتقديم النتائج الأولى للمنهجية المسماة quot;نيكليوسquot; التي طبقت على مؤسسات مصغّرة ومتوسطة في عشر ولاياتنموذجية، وذلك بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني،وتتمثل مقاربة نيكليوس، كما قدمها quot;مصطفى بن بادةquot; الوزير الجزائري للمؤسسات المصغّرة والمتوسطة والصناعات التقليدية في تشجيع جمهور المقاولين والحرفيين الشباب على التكتل في مجموعات بهدف تبادل التجارب والمهارات تحت إشراف خبير توفره الغرفة المركزية للصناعات التقليدية والمهن.

وفي سياق سعيها للقضاء على البطالة وخلق ثروات منتجة، تريد الجزائر دعم منظومة المؤسسات المصغّرة والمتوسطةبحكم قدرتها على استيعاب آلافالعاطلين عن العمل واكتساب يد عاملة معتبرة، ورغم التطور الذي شهده القطاع، إلاّ أنّاستمرار غياب فضاءات وكذا العراقيل التي يواجهها تسويق منتجات القطاع،عاملان ظلا يشكلان quot;نقاط سوداءquot; في سماء عرّابي هذه المؤسسات سيما محترفي الصناعات التقليدية.كما يشتكي كثيرمن مدراء المؤسسات المصغّرة والمتوسطة، من تنامي المنافسة الأجنبية في عقر دارهم، على منوال الصينيين الذين اكتسحوا مدنا عديدة في الجزائر، واقترحوا منتجات هائلة وبأسعار أتت عشر مرات أقل مقارنة بالأسعار التي يقترحها الجزائريون ذاتهم، وهي مفارقة فسرها هؤلاء بغلاء المواد الأولية ومعاناتهم المستمرة من الضرائب التي تثقل كواهلهم.

ويدعو خبراء إلى إنشاء 50 ألف مؤسسة مصغرة سنويا على الأقل في هذا القطاع، علما إنّ 321 ألفمؤسسةquot;رقم ضعيفquot; بالمقارنة مع النسب العالمية، استنادا إلى الخبير quot;عبد الحق لعميريquot;،وتفيد بيانات الوزارة الجزائرية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وجود ما لا يقلّ عن 13 ألف حرفي شاب ينتظرون فرصا لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، كما أنّ آلاف الطلبات لشبان لهم مؤهلات في مجالات معرفية وأخرى يدوية وبحوزتهم تصورات مجدية اقتصاديا تنتظر الضوء الأخضر من البنوك والإدارات المعنية، مع الإشارة إلى أنّ الفترة القليلة الماضية شهدت ميلاد ثلاثمائة مؤسسة مصغرة نشأت بدعم من الوكالة المحلية لدعم وتشغيل الشباب، ويقود هذه المؤسسات شبان تتراوح أعمارهم بين 22 و35سنة، وتختص مؤسساتهم بالنشاط الحرفي والصناعات التقليدية من الدباغة والحلي، بينما اختار آخرون الاشتغال بقطاع الصناعات الكهربائية والفنون وكذا الطباعة، وقد مكنت هذه المؤسسات من تشغيل مئات الأشخاص، وقد تستوعب آلاف المستخدمين حال اتساعها لاحقا.