محافظ مؤسسة النقد السعودي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية يدعوان في سنغافورة إلى إعطاء فرصة للصناعة
إيلاف: باستضافة من مؤسسة النقد في سنغافورة انعقد المنتدى السادس لمجلس الخدمات المالية الإسلامية في الفترة من 7 إلى 8 مايو 2009م، تحت عنوان : مستقبل الخدمات المالية الإسلامية. وشمل برنامج الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمة لكلّ من معالي الدكتور/ محمد الجاسر، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ومعالي الدكتور/أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى مداخلات من مدير مؤسسة النقد بسنغافورة، وأمين عام مجلس الخدمات المالية الإسلامية.
وقد استعرض الدكتور/محمد الجاسر في كلمته النمو الكبير والمتسارع الذي تشهده صناعة الخدمات المالية الإسلامية، ومن ثمّ حدد الخصائص التي جعلت المؤسسات المالية الإسلامية أكثر صموداً في مواجهة الأزمة الأخيرة. ومن أهم هذه الخصائص تقاسم المخاطر بين الفرد والمؤسسة المالية ممّا يزيد من درجة التحوّط لديها وابتعادها عن المضاربات غير المسؤولة. كما أشاد الجاسر في كلمته بالدور الذي لعبته العديد من المؤسسات على غرار المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOFI)، ومجلس الإسلامية ومجلس الخدمات المالية الإسلامية (IFSB) وغيرها، في بناء الأُسس اللازمة لنضوج الصناعة المالية الإسلامية، داعياً إلى إعطاءها الفرصة للمساهمة في صياغة النظام المالي الجديد الذي يتمّ تشكيله حاليا إثر الأزمة العالمية الطاحنة، مؤكداً أنّ ذلك سيضفي على هذا النظام مزيداً من الاستقرار ويجعله أقل تعرّضاً للأزمات.
وفي نفس السياق أكّدَ الدكتور/أحمد محمد علي، أن البنك الإسلامي للتنمية يعطي اهتماماً استراتيجياً للصناعة المالية الإسلامية وذلك لأهمية هذا القطاع في تحقيق نموّ اقتصادي أكثر شمولية، وبيّن أن البنك سعى إلى دعمها منذُ إنشائه عبر العديد من المبادرات. وشدد في كلمته على أنه على الرغم من الصمود النسبي الذي أظهرته الصناعة المالية الإسلامية إلاّ أنها لا زالت صناعة ناشئة لم يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً، داعياً جميع الجهات والمؤسسات الحريصة على نجاحها إلى بذل المزيد لكي تتمكن من تجاوز التحديات المستقبلية والتي من أبرزها الاهتمام بتوظيف المعرفة والتجديد والابتكار والاستجابة إلى التحديات التي تواجه التنمية البشرية والتخفيف من الفقر بعد اندلاع أزمتي الغذاء والطاقة. وفي نهاية كلمته أكّد الدكتور أحمد محمد علي أنّه يثق في أن العديد من الفرص والنجاحات سترسم مستقبل الصناعة المالية الإسلامية داعياً إلى تضافر الجهود لتشكيل نظام مالي جديد لصالح البشرية جمعاء.
وخلال زيارته الحالية لسنغافورة ، قام معالي الدكتور أحمد محمد علي ، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بزيارات تفقدية لبعض المشاريع التي قدم البنك لها مساعدات تنموية من خلال برنامجه للمعونة الخاصة والمنح الدراسية لدعم المجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء. حيث قام بزيارة مدرسة السقاف العربية للبنات في وسط المدينة، وهي أول مدرسة عربية أُنشئت في سنغافورة عام 1912م، وكان البنك الإسلامي للتنمية قد ساهم بتقديم منحه قدرها (612) ألف دولار أمريكي لتوسعة المدرسة وإضافة عدد من الفصول الدراسية والمختبرات لها.
كما قام رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بزيارة المجمع التابع للمجلس الإسلامي في سنغافورة، ويحتوي هذا المجمع مدرسة الإرشاد الإسلامية ومبنى المجلس الإسلامي في سنغافورة ومسجد المهاجرين ،وتفقد معاليه مبنى المدرسة واطلع على الأساليب التعليمية الحديثة التي تستخدمها. ويبلغ عدد الطلبة في هذه المدرسة نحو (900) طالب وطالبة. وقد سبق أن قام البنك بدعم إنشاء هذه المدرسة ومجموعةً من المدارس الأخرى في سنغافورة بمبلغ إجمالي قدره (4.12) ملايين دولار .
وترأس معالي الدكتور أحمد محمد علي ، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ندوة حول الأزمة المالية العالمية وما نجم عنها من تحديات وفرص نظمتها جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة بمشاركة العديد من الأكاديميين وبعض منسوبي السلك الدبلوماسي في سنغافورة. ومن الجدير بالذكر أن الجمعية تشرف على برنامج المنح الدراسية التي يقدمها البنك الإسلامي للتنمية لصالح أبناء المجتمع المسلم في سنغافورة، حيث قدّم البنك (58) منحة دراسية لطلبة سنغافوريين من خلال برنامجه للمنح الدراسية في مجالات الطب والهندسة وتقنية المعلومات.كما قام البنك سابقا بدعم جمعية الدعوة الإسلامية لإنشاء طابقين إضافيين وتجهيزهما بالكامل بمبلغ إجمالي قدره (616) ألف دولار.