لندن: أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز اليوم الخميس أن مصدري نفط أوبك سيتفقون الأسبوع المقبل على إبقاء مستويات الإنتاج دون تغيير مع انحسار الضغوط على الميزانيات بفضل ارتفاع الأسعار وظهور بوادر تحسن اقتصادي على مدى العام المقبل.

وتوقّع 11 من أصل 12 محللاً وخبيراً اقتصادياً في مجال النفط استطلعت رويترز آراءهم أن تبقي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الإنتاج دون تغيير وأن تعيد التأكيد على ضرورة الالتزام بالحصص عندما تعقد اجتماعها في فيينا يوم 28 مايو.

وقال محلل واحد إن على أوبك خفض الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يومياً لخفض المخزونات.

وشهدت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً على مدى الشهور الثلاثة الأخيرة، حيث وصلت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر فوق 62 دولاراً في معاملات الأربعاء مقارنة مع حوالي 34 دولاراً في فبراير، ومستوى منخفض بلغ 32.40 دولار في ديسمبر.

وتفيد تقديرات خبراء الاقتصاد بأن سعر 40 دولاراً للبرميل يعرض 11 من 12 عضواً في أوبك إلى جانب روسيا والمكسيك غير الأعضاء في المنظمة إلى تسجيل عجز في ميزانياتها.

لكن سعر 60 دولاراً للبرميل يجعل معظم مصدري النفط أكثر ارتياحاً ويسمح بتجنب السؤال الصعب بشأن حجم ومصدر خفض إنتاج النفط إذا اقتضى الأمر ذلك. وتكمن المشكلة الرئيسة أمام أوبك في الانهيار العالمي لاستهلاك النفط منذ تفجر الأزمة الاقتصادية العام الماضي.

وتعتقد وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية أن الطلب العالمي على النفط سينخفض بما يزيد على 2.5 مليون برميل يومياً هذا العام عن مستوياته في عام 2008 التي وصلت إلى نحو 83.2 مليون برميل يومياً، وسيتسبب ذلك في انخفاض حاد في الطلب على نفظ أوبك.

وقالت أوبك إنها ستخفض الإنتاج 4.2 مليون برميل يومياً من مستويات سبتمبر الماضي وإنها طبقت نحو 80 % من التخفيضات المتفق عليها، وهو أعلى مستوى التزام تصل إليه.

ويرى بعض المحللين أن درجة الالتزام انخفضت بشكل طفيف مع ارتفاع الأسعار وقدر التقرير الشهري لأوبك درجة الالتزام عند 77 %. وتتهم كل من فنزويلا وأنجولا ونيجيريا وإيران بزيادة الإنتاج عن حصصها المقررة.

وتترتب على خفض الإنتاج مصاعب، وسبق أن أصرت السعودية على تحسين درجة الالتزام قبل بحث أي تحفيضات جديدة.

وكان الرأي المخالف الوحيد في استطلاع رويترز لديفيد ويتش رئيس مركز جي.بي.سي لاستشارات ودراسات الطاقة في فيينا الذي قال إن العوامل الأساسية للعرض والطلب في السوق ضعيفة جداً وإن أوبك في حاجة لخفض الإنتاج.

وأضاف quot;ستضطر أوبك لخفض الإنتاج مرة أخرى. ومن المحتمل أن يصل ذلك إلى مليون برميل يومياً لفترة محدودة إلى أن يظهر الطلب إشارات تحسنquot;.