تونس: اعتبر صندوق النقد الدولي الاربعاء ان منطقتي شمال افريقيا والشرق الاوسط قد تواجه تفاقم البطالة بالرغم من التوقعات الايجابية باكثر من 2,5% في العام 2009. ابرز تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي حول الافاق الاقتصادية الاقليمية بمنطقة المغرب العربي والشرق الاوسط تم عرضه في تونس ان quot;اثر الازمة الاقتصادية الدولية على بلدان المغرب العربي يبقى رهين السياسة المالية واستراتيجية دفع الاقتصاد التي ستعتمدها الدول الخمس التي تواجه مخاطر تفاقم حدة البطالة بصفة خاصةquot;.واكد عمر طهاري، المدير المساعد بقسم الشرق الاوسط واسيا الوسطى بالصندوق، خلال لقاء مع الصحافيين في تونس ان quot;بلدان المنطقة لم تكن في منأى عن هذه الازمة والتي تمثلت تداعياتها في تقلص نسبة النمو المتوقعة خلال سنة 2009 الى النصفquot;.

وحسب هذا التقرير الذي يصنف البلدان المغاربية وفق حجم صادراتها من النفط فان quot;نسبة النمو قد تبلغ 3,3 بالمائة في تونس سنة 2009 و2,7 بالمائة بالنسبة الى بقية الدول المغاربيةquot;.واشار الى ان quot;الانعكاسات غير المباشرة وجسامة نسق التباطؤ في المنطقة المغاربية والشرق الاوسط سترتبط جزئيا بكثافة ركود الاقتصاد العالمي ومدته وخاصة بالاقتصاد الاوروبي ومدى تفاعل التوازنات المالية والسياسات الاقتصادية للبلدان المعنية،بما فيها الدول المنتجة للنفطquot;.

واوضح ان quot;البلدان غير البترولية على غرار تونس، فمن المتوقع ان تحقق استقرارا في هذا المجال في حين من المنتظر ان تشهد ارتفاعا طفيفا في ما يتعلق بعجز ميزانية الدولةquot;.واكد ان quot;الرهان الكبير بالنسبة لدول المنطقة يتمثل في تنفيذ اصلاحات عاجلة قصد استحثاث نسق التشغيل والحد من البطالة التي من المنتظر ان تتفاقم اثر الازمة داعيا الى الاسراع في نسق تنفيذ هذه الاصلاحات في افق 2010quot;.

ويؤكد التقرير ان quot;اهم التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة في المدى القصير تتمثل بالخصوص في صمود القطاع الماليquot;.ويقترح التقرير في هذا الصدد quot;الحد من ضغوطات السيولة والمتابعة المستمرة لابرز مراكز الخطر، العقارات وكثافة الديون وتنسيق السياسات بين مختلف البلدان للحد من اثار الازمة وتقييم اليات المعتمدة في مجال اعادة تكوين راس مال القطاع البنكي والتعهد بهيكلة ديون القطاعquot;.

ويتعين على دول المنطقة حسب التقرير quot;العمل على المدى المتوسط على مواصلة ارساء اسس نمو مستديم ودفع نسق التشغيل من خلال مواصلة تنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد وتوجيه النفقات نحو تطوير الطاقات الانتاجية وتحسين مناخ الاعمال والرفع من قدرة المؤسسات والاسواق المالية على الصمودquot;.