جورجاون (الهند): شكا مسؤول هندي اليوم الأحد من الضغوط الأميركية على الهند، من أجل خفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكن وزيرة الخارجية الأميركية خرجت من المحادثات بينهما، متفائلة بإمكانية التوصل إلى حل.

وقال وزير الدولة الهندي للبيئة والغابات جايرام راميش لكلينتون خلال محادثاتهما معاً quot;ببساطة ليس هناك مبرر أننا - ونحن من بين أقل دول العالم انبعاثات - نواجه فعلاً تخفيض الانبعاثاتquot;. وأضاف في بيان قدمه لكلينتون خلال جلستهما، ثم أعلنه على الصحافيين quot;وإذا لم يكن هذا الضغط كافياً، نواجه أيضاً تهديد تعريفة الكربون على صادراتنا لدول مثل دولتكمquot;.

وأدت هذه التصريحات إلى الانتقاص من بريق الحدث الذي حضرته كلينتون في بناية حصلت على جائزة لأنها صديقة للبيئة خارج دلهي، بغرض عرض التنقية الممكنة لتوفير الطاقة. وتعظم البناية المشيدة من الآجر الأحمر، والتي بنتها مجموعة اي تي سي الهندية للتبغ والفنادق، من فائدة الإضاءة الطبيعية، ويسمح زجاجها بدخول الضوء وحجب الحرارة، وهو ما من شأنه أن يوفر الحاجة للإضاءة الصناعية وتكييف الهواء.

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية، التي تزور الهند للمرة الأولى بصفتها وزيرة للخارجية، عن تفاؤلها من إمكانية حل الولايات المتحدة والهند لخلافاتهما بشأن خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وقالت كلينتون للصحافيين quot;أجرينا محادثات مثمرة للغاية اليوم، ونحن لا نجلس ونكتب إطار عمل، لكننا لدينا مساحات اتفاق، ربما أكثر مما كنا نعرفquot;.

وتريد الولايات المتحدة من الدول النامية الكبيرة، مثل الهند والصين، التي ترتفع الانبعاثات الضارة فيها، نتيجة لنموها الاقتصادي السريع الموافقة على خفض هذه الانبعاثات. وتقول الدول النامية إن الدول الصناعية الغنية يجب أن تخفض من مستويات التلوث التي تتسبب بها، وإن تقدم التمويل لمساعدة الدول النامية قبل أن تطلب منها وضع حدود من شأنها إعاقة نموها الاقتصادي.

وبدا أن كلينتون وراميش كانا يستهدفان الجمهور الهندي، حيث أكدت كلينتون أن الولايات المتحدة لا ترغب في فعل أي شيء يعطل النمو الاقتصادي الهندي، بينما سعى راميش إلى توجيه انتقادات جافة، ربما تضطر حكومته إلى التنازل عن كثير منها.

وصاحب تود ستيرن مبعوث الولايات المتحدة الخاص بالتغير المناخي كلينتون في رحلتها، وسوف يعقد محادثات على مدار الأيام القليلة المقبلة مع مسؤولين هنود كبار.

ومع انتظار توقيع معاهدة مناخ جديدة للأمم المتحدة في كوبنهاجن في ديسمبر، جاء التغير المناخي على رأس جدول أعمال كلينتون في الهند. وتلتقي كلينتون غداً الإثنين برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، ووزير الشؤون الخارجية اس ام كريشنا لمناقشة مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الهند، وحظر الانتشار النووي، والطاقة النووية السلمية.

ويتوقع المسؤولون الأميركيون توقيع اتفاق، يضمن أن تستخدم تكنولوجيا السلاح التي تبيعها الولايات المتحدة إلى الهند في أغراضها المقررة، ولا تتسرب إلى دول أخرى، وهي خطوة ينص عليها القانون الأميركي.

وسيسمح هذا الاتفاق للشركات الأميركية بالمنافسة على خطة الهند لشراء 126 طائرة مقاتلة متعددة المهام، والتي من شأنها أن تصبح أكبر صفقة سلاح في العالم، ويمكن أن تصبح مكسباً للوكهيد وبوينغ الأميركيتين. كما تأمل الولايات المتحدة أيضاً أن تعلن الهند عن أنها حددت مكانين تبني فيهما الشركات الأميركية مصانع لإنتاج الطاقة النووية، قد تصل قيمتها إلى عشرة مليارات دولار لمصلحة شركات أميركية.

كما تريد الولايات المتحدة تأسيس quot;حوار استراتيجيquot; بين الدولتين، تقوده كلينتون وكريشنا، ويعكس رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما في توطيد العلاقات مع الهند.