فرانكفورت، ديترويت: وضعت شركة جنرال موتورز الأميركية لصناعة السيارات اليوم الخميس نهاية لثمانية أشهر من التكهنات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لبيع حصة غالبية في وحدتها الأوروبية أوبل إلى مجموعة، تقودها شركة ماجنا الكندية لصناعة أجزاء السيارات.

وتوقعت جنرال موتورز في بيان أن يكون الاتفاق النهائي جاهزاً للتوقيع في غضون أسابيع قليلة، وتكهنت بأنه يمكن إتمام الاتفاق خلال أشهر قليلة.

ورحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحافي في برلين بالقرار قائلة إنه يقدم لأوبل quot;بداية جديدةquot; وإن الشروط المرتبطة بالصفقة quot;يمكن تدبيرها وقابلة للتفاوضquot;.

وقالت ميركل، التي أيدت عرض ماجنا الذي تدعمه روسيا في مقابل عرض منافس من شركة quot;أر.اتش.جيه انترناشيونالquot; للاستثمارات المالية المسجلة في بلجيكا، quot;أنا في غاية السعادة لهذا القرار، فصبر الحكومة وتصميمها أتيا ثمارهما. ولم يكن الطريق سهلاًquot;.

وتعثرت المحادثات بشأن صفقة أوبل -التي تبيعها جنرال موتور، في إطار إعادة هيكلة تشرف عليها الحكومة الأميركية- لأشهر، ما أثار غضباً بين عمالها في أوروبا، البالغ عددهم 50 ألفاً، نصفهم في ألمانيا.

وتتنافس ماجنا، التي يدعمها بنك حكومي روسي، مع شركة الاستثمارات المالية quot;أر.اتش. جيه انترناشيونالquot;، التي رفضت ألمانيا تقديم ضمانات تمويل لعرضها.

ووعدت ميركل بتقديم ضمانات حكومية قيمتها 4.5 مليارات يورو (6.6 مليارات دولار) إذا قررت جنرال موتورز قبول عرض ماجنا ومسانديها الروس. ويمثل قرار جنرال موتورز نصراً لميركل، قبل أسابيع قليلة من محاولتها الفوز بفترة ولاية ثانية في انتخابات اتحادية.

وتسيطر جنرال موتورز على أوبل -التي تعود جذورها في ألمانيا إلى القرن التاسع عشر- على مدى الثمانين عاماً الماضية.
ويوجد مقر أوبل في مدينة روزلسهايم في غرب ألمانيا، ولها في هذا البلد الأوروبي أربعة مصانع، تنتج فيها جميع السيارات التي تحمل علامتها التجارية.

ولأوبل مصنعان، ينتجان السيارات تحت اسم فوكسهول في بريطانيا، ومواقع مهمة أخرى في بلجيكا وبولندا وأسبانيا. وقالت جنرال موتورز، التي يوجد مقرها في ديترويت، اليوم الخميس إن هناك بضع مسائل رئيسة، يتعين حسمها، لإتمام الاتفاق بشأن أوبل مع ماجنا.

إلى ذلك، قال مصدر في الحكومة الألمانية اليوم إن مجلس أمناء أوبل -الذي يسيطر على حصة قدرها 65 % في أوبل، وله الكلمة الأولى بشأن من يمكنه الاستحواذ على الشركة- منقسم بشأن خطة جنرال موتورز لبيع أوبل إلى مجموعة تقودها ماجنا الكندية.

وقال المصدر الحكومي المطلع على سير المحادثات لرويترز quot;المحادثات تسير ببطء، لأن هناك انقساماً في مجلس الأمناءquot; مضيفاً أنه لذلك فإن مؤتمراً صحافياً لمجلس أمناء أوبل كان من المقرر عقده الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش قد تأجّل.

ويضم مجلس أمناء أوبل خمسة أشخاص، اثنان من جنرال موتورز واثنان من الحكومة الاتحادية وحكومة الولاية في ألمانيا، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة مستقل، يفترض أن يعمل كحكم بين الجانبين، رغم أنه ليس له صوت.

من جانبه، قال جون سميث، كبير المفاوضين في شركة جنرال موتورز الأميركية لصناعة السيارات اليوم إن جنرال موتورز لا تخطط لاستعادة حصة غالبية في أوبل في موعد لاحق، وذلك بعدما قررت بيع وحدتها لصناعة السيارات في أوروبا إلى مجموعة تقودها ماجنا الكندية.

وتوقع جون سميث الانتهاء من صفقة بيع أوبل إلى مجموعة تقودها شركة ماجنا الكندية في موعد غايته الثلاثين من نوفمبر. وأضاف سميث أن شركة صناعة السيارات الأميركية ستدعم عمليات الإنتاج في أوبل حتى 2014.

وقال سميث للصحافيين إنه إذا سمحت كندا، فإن أوبل يمكن بيعها هناك، ابتداء من الربع الأخير من 2012. مشيراً إلى أن المجموعة التي تقودها ماجنا ستقدم 450 مليون نقداً، عند إتمام صفقة البيع، وقرضاً قابلاً للتحويل، بقيمة 50 مليون يورو في وقت لاحق.

وأضاف أن خطط ماجنا تتوقع أن تحقق أوبل أرباحاً ابتداء من 2011.

من ناحية أخرى، أوضح فريد أيروين، رئيس مجلس أمناء أوبل، الذي له القول الفصل بشأن من يمكنه الاستحواذ على الشركة، أن قرار المجلس الموافقة على بيع أوبل إلى المجموعة التي تقودها ماجنا لم يكن بالإجماع.

وأضاف أيروين قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع سميث quot;لم يكن قراراً بالإجماعquot;، مشيراً إلى عضوين في مجلس الأمناء صوّتا لمصلحة الصفقة، بينما صوّت عضو واحد ضده، وامتنع عضو عن التصويت. ويضم مجلس الأمناء أربعة أعضاء، إضافة إلى رئيس المجلس، الذي ليس له صوت.