واشنطن:قال الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الاحد انه سيحث زعماء العالم هذا الاسبوع على اعادة رسم الاقتصاد العالمي ردا على اعمق ازمة مالية شهدها العالم منذ عشرات السنين.وفي اوروبا واصل مسؤولون الضغط للتوصل الى اتفاق للحد من رواتب وحوافز المصرفيين خلال اجتماع قمة يستمر يومين لزعماء مجموعة العشرين والذي يبدأ يوم الخميس.وسيعقد اجتماع القمة في بتسبرج المركز السابق لصناعة الصلب في ولاية بنسلفانيا فيما يمثل ثالث مرة خلال اقل من عام يلتقي فيها زعماء دول تسهم بنحو 85 في المئة من الاقتصاد العالمي لتنسيق ردهم على الازمة.

وقال اوباما ان الاقتصاد الاميركي ينتعش حتى وان كانت البطالة مازالت مرتفعة وحان الان وقت اعادة توازن الاقتصاد العالمي بعد عقود من الاستهلاك الاميركي المفرط.وقال اوباما في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الاخبارية التلفزيونية quot;لا يمكن ان نعود الى العهد الذي كان فيه الصينيون او الالمان او دول اخرى يبيعون فقط لنا كل شيء ونحن نأخذ باقة من ديون بطاقات الائتمان او قروض الاسهم الداخلية ولكننا لا نبيع اي شيء لهم.quot;

وحذر اقتصاديون لسنوات قبل وقوع الازمة المالية في 2007 من اخطار عدم التوازن في الاقتصاد العالمي ولاسيما الفائض التجاري الضخم واحتياطيات العملة اللذين يحققهما مستوردون مثل الصين وعلى نحو مماثل العجز الكبير في الولايات المتحدة واقتصاديات اخرى.ومع تراجع المستهلك الامريكي الان عن الانفاق بعد هبوط اسعار المنازل ومع ارتفاع معدل البطالة تريد واشنطن ان تصبح دول اخرى محركات للنمو.وقال اوباماquot;هذا جزء من سبب اجتماع مجموعة العشرين في بتسبرج وهو التأكد من وجود اقتصاد اكثر توازنا. وكانت الصين منذ فترة طويلة هدف نداءات من الغرب لجعل سكانها انفاق المزيد. ومن غير المرجح ان يعرض تغيرا كبيرا في السياسة الاقتصادية عندما يلتقي الرئيس الصيني هو جين تاو مع اوباما هذا الاسبوع .

وردت الحكومة الصينية بشكل غاضب هذا الشهر عندما فرض اوباما تعريفات استيراد طارئة على اطارات السيارات الصينية.ويشعر بعض الاقتصاديين بقلق من امكان ان يؤدي الخلاف بشأن الاطارات الى تصعيب الزعماء على تجديد تعهداتهم بتفادي اجراءات الحماية الجمركية عندما يلتقون في بتسبرج ناهيك عن مناقشة القيام بعملية اعادة رسم الاقتصاد العالمي بشكل كبير.في الوقت نفسه جدد المسؤولون الاوروبيون دعوات للقمة كي تحد من المكافأت التي تدفع للمصرفيين. وتعتبر على نطاق واسع العلاوات الضخمة المرتبطة بالاستثمارات المحفوفة بالمخاطر احد العوامل في الازمة الائتمانية.

وقال وزير المالية الالماني بير شتاينبروك انه يؤيد اقتراحا هولنديا بقصر علاوات المسؤولين التنفيذيين بالبنوك على مستوى رواتبهم السنوية المحددة وهي فكرة يعارضها المسؤولون الامريكيون.وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يوم السبت انها quot; متفائلة تماماquot; بامكان التوصل لاتفاق بشأن اصلاح الاسواق المالية.وخفف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من دعواته بالحد من مكافأت المسؤولين التنفيذيين بالبنوك ممهدا الطريق امام توصل مجموعة العشرين لاتفاق يربط المكافات باداء المصرفيين على المدى الطويل