تخلى حوالي 60 في المئة من السويسريين عن المال النقدي، أثناء التسوق، لاستبداله ببطاقات الائتمان أو ما يسمى بالمال الالكتروني. في السنوات الماضية، كان المستهلك السويسري يدفع نقداً حوالي 100 فرنك سويسري، كل يوم، لتغطية ما يشتريه من حاجات، غذائية وغير. أما اليوم، فيكفيه تمرير بطاقته الائتمانية على القاريء الالكتروني لدفع ما اشتراه، في ثوان قليلة فقط.

برن (سويسرا): في الوقت الحاضر، يصل مجموع ما يدفعه المستهلكون هنا، بواسطة بطاقات الائتمان، الى 3 بليون فرنك سويسري، يومياً! ما يعني أن الأزمة المالية لم تردعهم عن الوقوع في غرام آخر وأحدث صرخات الدفع على غرار ما يحصل، من عادات استهلاكية متقدمة، في الدول الاسكندنافية.

هذا وتتوطد العلاقة، مع مرور الأيام، بين السويسريين والمال الالكتروني. وبالنسبة للأتراك والمغاربة، وهم الجاليتين الأكبر والأبرز هنا، فانهم ما زالوا متمسكون بعادات الدفع نقداً. كما أننا لا نجد امكان الدفع بالبطاقات الائتمانية، دوماً، داخل المتاجر التي يديرها تجار هاتين الجاليتين. من جانبهم، يشير الخبراء الى أنه يوجد، في دماغ كل مستهلك سويسري، عتبة نفسية تنشط عندما يجد هذا المستهلك نفسه على وشك دفع مبلغ أعلى من 120 فرنك سويسري. وأول ما يفكر فيه، آلياً، هو الدفع ببطاقة الائتمان، بمعدل مرتين أسبوعياً. على صعيد الطبقة الشبابية فانها هذا المعدل يرتفع الى 3 مرات، كل أسبوع.

في سياق متصل، يشير الخبير جيل ديغولي، من مصرف آرنر، الى أن سويسرا أكثر تقدماً من دول الاتحاد الأوروبي، لناحية اللجوء الى الدفع بالمال الالكتروني. اذ ان المستهلكين الأوروبيين يستخدمون المال النقدي لتنفيذ 9 من أصل 10 صفقات دفع. للآن، ينوه هذا الخبير بأن 45 الى 50 في المئة من الأوروبيين يختار المال النقدي، مقارنة ب60 في المئة من السويسريين، وكأنه يعاني من quot;حساسيةquot; تجعله يعزف عن الثقة بصفقات المال الالكتروني.

علاوة على ذلك، يتوقف الخبير ديغولي للاشارة الى أن عادة استعمال المال الالكتروني، في سويسرا، تتفشى لا سيما في المناطق السياحية، كما سان موريس ولوغانو وغيرها من المدن الغنية. بالنسبة للسائحين المتدفقين من دول الخليج، والذين يقصدون سويسرا لأغراض سياحية أم علاجية، فانهم أثبتوا قدرتهم على التأقلم، أكثر من الأوروبيين، مع موضة الدفع عبر بطاقات الائتمان. في ما يتعلق بالأغنياء الخليجيين، فان 70 في المئة من حركاتهم الاستهلاكية تعتمد على المال الالكتروني. أما معدل ما ينفقه كل غني خليجي، أثناء اقامته المؤقتة في سويسرا، فانها تتراوح، وفق احصائيات داخلية يتمسك بها الخبير ديغولي، بين 200 ألف و1.5 مليون فرنك سويسري يتم دفع ما لا يقل عن 50 في المئة منها عبر بطاقات الائتمان، وخصوصاً بطاقات أميركان اكسبريس وداينرز!