أوقفت ألمانيا حركة الشحن الجوي مع اليمن إثر العثور على أكثر من طرد ملغوم وصل إلى عواصم غربية، مع إعتراف الكثير من شركات الطيران الألمانية بوجود ثغرات أمنية. ولن تكتفي برلين بمراقبة الشحن الجوي، بل ستراقب رحلات الأشخاص، كإجراء وقائي لردع عمليات الإرهاب.


برلين: يراهن وزير الداخلية الألماني على إستجواب من اعتقل في اليمن لتحديد الجهة وراء الطرود الملغومة، ويشير إلى أن شركات النقل الجوي تفاجئت من عملية الطرد الملغوم الذي عثر عليه في مطار كولونيا - بون، فالتفتيش فيه كما يبدو ليس دقيقاً حتى الآن، لكن ذلك لا يعني توافر أدلة تؤكد وجود مخططات تنفذ عبر الطرود الجوية.

وكان أول رد فعل نتيجة ذلك أن أوقفت ألمانيا بشكل كامل حركة الشحن مع اليمن، وحسب قول مسؤول في لوفتهانزا في برلين فضل عدم الكشف عن إسمه لإيلاف إن الطرود التي عثر عليها في بلدان أوروبية وفي ألمانيا تعتبر أسلوباً إرهابياً جديداً.

واعتبر المسؤول أن إيقاف كل شركات الطيران الألماني رحلاتها التجارية والشحن من اليمن إلى أجل غير مسمى خسارة كبيرة جداً، في وقت يحتاج الإقتصاد الألماني فضاء مفتوحًا لدعمه بعد النكسة التي أصيب بها، كما إن هذا الإجراء سيوقع شركات النقل الجوي في خسارة، إذ إن اليمن يعتبر طريق ترانزيت من وإلى بلدان عديدة في الشرق الأدنى والخليج العربي، لكن حسب قوله علينا الالتزام بتعليمات وزير المواصلات التي أصدرها بهذا الشأن عقب إكتشاف طرد ملغوم في مطار كولونيا - بون يوم الأحد الماضي.

وكان وزير المواصلات الألماني بيتر رامزاور ربط هذا الإجراء بالقول إنه quot;لن نستقبل منذ الآن أي طرد أو بريد جوي من اليمن مرسل إلى ألمانيا، وسيعمم هذا الإجراء على كل الشركات العاملة في مجال النقل والشحن والبريد بين ألمانيا واليمن.

في الوقت نفسه ذكر بأن الحادثة أدت إلى زيادة المراقبة على المسافرين، ما يعني إلزام كل المطارات إخضاع المسافرين لعمليات تفتيش صارمة عبر اللجوء إلى أجهزة التفتيش الإلكترونية. كما طلب المكتب الاتحادي للرحلات الجوية من كل الشركات إجراء فحص دقيق جداً لكل طرد أو بريد جوي أتى في الآونة الأخيرة من اليمن، وخصوصاً الطرود الآتية عن طريق الترانزيت التي سيواصل نقلها إلى بلدان أخرى.

كما أكدت شركة البريد الألمانية أن فرعها quot;دي اتش ال ايquot; للبريد السريع قد أوقف تعامله بالكامل مع اليمن، وسيتفحص الطرود التي أحضرها من هناك بدقة. ويمكن أن يتسبب هذا التوقف بخسائر لشركة quot;دي اتش ال ايquot; بالتحديد تقدر ببضعة ملايين لأنها تنقل عبر اليمن إلى ألمانيا وغيرها بضائع مختلفة.

اكتشاف الطرد الملغوم
علم من مصادر مطلعة أن المعلومات التي توافرت لدى المكتب الجنائي الإتحادي ساهمت في الكشف عن الطرد الذي عثر عليه في بريطانيا، وذلك بناء على معلومات تلقاها من دائرة مخابرات بلد صديق، وهذا ما مكنه من تحديد مكان الطرد وإعطاء المعلومات الدقيقة إلى السلطات البريطانية. كما أشارت المصادر إلى أن هذا الطرد الآتي من اليمن كان يجب أن يحط في مطار ألماني، على أن يشحن منه إلى بريطانيا.

وتحفظ رينه أوشتاين وهو مسؤول في مطار كولونيا - بون قسم الشحن الجوي في رده على سؤال لإيلاف حول مسألة تعليق كامل حركة الشحن الجوي من اليمن، بل قال إنه لم يتم الحصول حتى الآن على موقف محدد للشركات الشاحنة من وإلى اليمن، ولا نشعر بأي تأثير على العمل الأرهابي الذي وقع، فحركة الشحن الجوي عادية جداً.