من يتصفح هذه الأيام مواقع البيع على الانترنت يشهد سيولاً من العروض لمستلزمات إحتفالات الهالوين، ومعظمها يثير الاشمئزاز، لكن من دونها لا تقام الإحتفالات، حيث تشهد الملابس التنكرية إقبالاً كبيراً، ما يجعل العارضون يرفعون الأسعار بشكل خيالي رغم أنها مصنعة من مواد رخيصة الثمن ومعظمها صناعة الصين أو دول آسيوية.


برلين: إحتفال الألمان الكبير في عيد الهالوين يدعو إلى الإعتقاد بأنه عيد ألماني، لكن أصله في الحقيقة حسب قول المؤرخين quot;إرلنديquot;، ونقله المهاجرون الإيرلنديون إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، ليترسخ في المجتمع الأميركي بترسخهم كمجموعة مهاجرة، كما وأنه لم ينقل إلى ألمانيا مع مهاجرين إيرلنديين بل بداية التسعينيات عبر الأفلام والدعاية الأميركية له مع ذلك لم يكن في البداية إحتفالاً مكلفاً كما هو الحال الآن، بل كان يتزامن مع موسم حصاد القرع، ويقتصرعلى إقامة المآدب وتقديم الحلوى إلى الأطفال.

وكان مناسبة أيضاً كي يظهر البائعون للقرع فنهم، فبعد تفريغ الحبوب واللب من داخله يحفرون وجه شبيه باللعبة التي توضع في الحقول كي لا تقترب الطيور من الزرع وتضاء بشموع في الداخل.

إلا أن خبراء إقتصاد يقولون أن إنتقال عادة الإحتفال بعيد هالوين إلى البلدان الأوروبية هدفه منذ البداية كان إقتصادياً، حتى أن حجم الإحتفالات تفوقت في دول مثل المانيا على حجم الاحتفال في الولايات المتحدة نفسها.

ففي الوقت الذي تكتفي فيه صفوف المدراس الحكومية والبلديات هناك في تعليق صور للساحرات أو الشخصية الارلندية الخرافية جاك أو لنترن أو القرع المحفور فإن الزينة في أوروبا تعم المحلات والبيوت والمدراس على حد سواء ويكون موسم بيع مهم جداً.

والمستفيد الأكبر من هذه المناسبة بالطبع هي الجهة التي تصنع كل مستلزماتها من الحلوى وحتى ملابس التنكر، مروراً بالألعاب الخاصة لهذه المناسبة التي يتم التحضير لها بنفس القوة التي يتم التحضير فيها للكارنفال المسمى في ألمانيا الفاشينغ ويأتي قبل الصيام الكبير لدى الطوائف المسيحية.

والحفلات تدوم من الـ31 من هذا الشهر وحتى الثالث من تشرين الثاني( نوفمبر) لكن يجب الحجز قبل شهر من أجل الحصول على مكان في المطاعم والفنادق في مدن مثل برلين وفرانكفورت وميونيخ حيث تقدم عروض غير عادية لهذه المناسبة غير العادية.

وحسب تقديرات مكتب البيانات الإتحادي في فيسبادن وصل حجم ما صرف لعيد الهالوين في ألمانيا العام الماضي من أجل شراء الأقنعة والملابس التنكرية وغيرها دون السهرات في الخارج إلى قرابة 150 مليون يورو.

إلا أن هذه المناسبة تخلق فرص عمل حيث يتم تشغيل ما لا يقل عن الـ50 ألف شخص، خاصة في المطاعم والفنادق والمراقص.

ولقد أصبحت الاحتفالات بالهالوين في ألمانيا الآن لكل الأعمار، لكن بالأخص للجيل الشاب، حيث يتبارون على شراء ملابس التنكرالأكثر إثارة أو الأكثر بشاعة وتثير الخوف، إلا أن ذلك لا يعني إختفاء الجمال، فهناك الكثير من الملابس التنكرية للساحرات الجميلات، ولهذا الغرض تخصص المحلات التجارية الكبيرة أقساماً واسعة من أجل عرضها وعرض ملابس تنكرية للأطفال أيضاً، ما يجعل العارضون يرفعون الأسعار بشكل خيالي رغم أنها مصنعة من مواد رخيصة الثمن ومعظمها صناعة الصين أو دول آسيوية.

فسعر اليد المقطوعة والمصنوعة من البلاستيك الملوثة بالدماء أو القدم المبتورة عشرين يورو وقناع الشيطان الخبيث أيضاً عشرين يورو لكن سعر قناع مرتكب سلسلة من جرائم القتل فيرتفع ليصل إلى ثلاثين يورو، فيما ينخفض سعر قناع الساحر الساخر إلى أقل عن عشرة يورو.

وحسب ما ورد في إحدى الدعايات quot;ملابس تنكرية أصلية كاملة لحاصد الأرواح بـ60 يورو، وفستان الجمال الأسود بـ90 يوروquot;، وهو فستان أسود طويل شفاف، وتتجاوز ملابس مصاص الدماء الخمسين يورو.

ومن الأسنان الإصطناعية لدراكولا ومصاص الدماء والباروكات ويتعدى ثمن الواحدة العشرين يورو، وهناك ألوان مختلفة، وحتى ملابس الإغراء مثل فستان راعية بقر أوعنكبوتة ويترواح سعرها ما بين الـ30 والـ70 يورو.

وأحد أكبرالإحتفالات سيكون هذا العام في قلعة فرانكنشتيان في مدينة دورتموند، وقد حضر الحفلة العام الماضي أكثر من عشرين ألف شخص بملابسهم التنكرية المختلفة.

إلا أن الهالوين يعني أيضا أكل القرع وإنعاش قطاع الزراعة، فهو يعتبر جزءاً من الإحتفالات، ففي عام 2009 وصلت قيمة مبيعاته إلى قرابة 30 مليون يورو، وذلك بزيادة قدرها 7 في المائة عن عام 2008.

وفي هذا الصدد يقول برنادر روب المتحدث بإسم غرفة الاقتصاديات الزراعية في ولاية وستفاليا شمال الراين، quot;أصبح القرع جزءاً لا يمكن الإستغناء عنه في إحتفالات الهالوين، ووصل حجم ما أستهلك العام الماضي إلى 48 ألف طن.