كشف أندرياس جورجيو، الرئيس الجديد لهيئة الإحصاء الوطنية باليونان، النقاب عن الإستراتيجية التي يعتزم انتهاجها خلال الفترة المقبلة في ما يتعلق بمساعيه الرامية إلى تجديد الوكالة لخلق ما أسماها بـ quot;ثقافة التميزquot;، في أعقاب أزمة الديون التي أدت إلى خطوة إنقاذ غير مسبوقة تكلفت المليارات من اليوروهات للبلاد.


القاهرة: مضى جورجيو، الذي كان يشغل منصباً بارزاً في صندوق النقد الدولي، ليعترف بوجود مشكلات في الإحصاءات الوطنية بالبلاد، وبلوغها نطاقاً لم يكن يتخيله، على حسب ما صرّح به في حديث لمجلة دير شبيغل الألمانية نشرته بعددها الصادر اليوم الاثنين.وكانت الحكومة الجديدة في اليونان قد كشفت العام الماضي عن أن العجز في الميزانية الفيدرالية كان في واقع الأمر أربعة أضعاف التقديرات الرسمية التي تبلغ نسبتها 3.7 % من الناتج المحلي الإجمالي ndash; وأربعة أضعاف المبلغ الذي سَمِح به الاتحاد الأوروبي في إطار ميثاق الاستقرار والنمو المعمول به في منطقة اليورو. ثم أعقب ذلك أزمة الديون الأوروبية واهتزاز مستويات الثقة في العملة الموحدة، وتُركِت الحكومة الجديدة وهي مطالبة بأن تُفسِّر الأخطاء الخطيرة في الإحصاءات الفيدرالية.

ونتيجة لذلك، كان من الضروري بالنسبة لمخطط إنقاذ اليونان أن يتم إنشاء وكالة إحصاء مستقلة، تُعرف الآن بـ quot; جهاز الإحصاء الإغريقيquot;. وفي تموز/ يوليو الماضي، طُلِب من أندرياس جورجيو، 49 عاماً، أن يرأس الوكالة الجديدة. وفي المقابلة التي أجراها مع المجلة الألمانية واسعة الانتشار، كشف جورجيو عن عدة نقاط من بينها أن سبب اتخاذه قراراً بالعودة من واشنطن، بعد 21 عاماً قضاها هناك، هو أن بلاده تعاني حالياً من مشكلات كبيرة، وتعاني من نقص الناس الأكفاء الذين يمكنهم المساعدة في مواجهة الأزمة ومسبباتها، وهو ما يجعله يرغب في المساهمة.

وبسؤاله عن الانطباع الأول الذي انتابه بشأن الوكالة التي ترأسها، في ظل السمعة المرعبة التي تتمتع بها الإحصاءات اليونانية، قال جورجيو إنه وجد مؤسسة ثابتة القدمين، ويوجد بها أقسام يسير فيها العمل بشكل جيد، فضلاً عن توافر النية الحسنة بين الموظفين. وهو ما وصفه بـ quot;المناخ الطيبquot; الذي يمكنه أن يرتكز عليه.

وعن تفسيره لسبب عثور المفوضية الأوروبية، اللجنة الأوروبية، على عيوب خطيرة وإحصاءات مالية يشوبها النفوذ السياسي، اعترف جورجيو بوجود مشكلات، وقال quot; من حق الاتحاد الأوروبي أن يوبخ ( الوكالة ) على ما ارتكبته من مخالفات خطيرة، وكذلك العيوب التي شابت الأسلوب والتقنية وضعف التعاون. إنه لأمر مؤلم. وسنبذل كل ما بوسعنا لتوضيح الأسباب. وهدفي هو السعي لخلق ثقافة تميز جديدةquot;.

وتابع جورجيو حديثه في السياق عينه بالقول :quot; ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق القيام مثلاً بتدشين قانون جديد لا يُخضِعنا تحت إشراف وزارة المالية بعد الآن، ولا يجعل استجواباتنا تتم إلا أمام البرلمان فحسب. ونحن الآن، للمرة الأولى، مستقلون سياسياً بصورة تامة، كما أصبحنا المنسق المركزي لجميع أرقام وحقائق البلاد. ويمنحنا هذا الواقع الجديد القوة التي نحتاج إليها من أجل إصدار إحصاءات يمكن تصديقها. لكننا نحتاج إلى مزيد من الوقت. ورغم الصعوبات التي ستواجهنا، إلا أننا نمتلك الطاقة والحافز اللازمين، لاسيما وأننا غير راضين عن الحد الأدنى من المعاييرquot;.