بعد أن عقدت روسيا البيضاء إتفاقيات لشراء النفط الفنزويلي، يمكن القول أنها تحررت من الإرتهان لموسكو إقتصادياً.


سان خوسيه: في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين منتصف الشهر الماضي يزور جارته روسيا البيضاء من أجل التحدث عن حرية حركة تصدير النفط من روسيا إلى هذا البلد الذي كان جزء من الإتحاد السوفياتي سابقاً، كان رئيس جمهوريتها الكسندر لوكاشنكو يوقع في العاصمة كاراكاس مع الرئيس الفنزويلي أوغو تشافيس عقوداً كثيرة منها لشراء النفط الفنزويلي.

فحسب تقرير الإقتصاد الفنزويلي المعروف روديغز امانويل لوبيز على الرغم من إهتمام روسيا البيضاء بالنفط الروسي وتحصل على 20 مليون برميل تقريباً في السنة ترغب حكومة الرئيس لوكاشينكو التنويع في المصادر وأفضل شريك حتى الأن هي فنزويلا التي تعتبر أحد أكبر المصدرين لهذا المادة الحيوية، وبعقدها إتفاقيات مع الرئيس تشافيس سوف تتحررأيضا من الإرتهان لروسيا إقتصادياً.

فخلال زيارته الشهر الماضي إلى روسيا البيضاء كان بوتين مضطراً لمجاملة نظيرة سيرجيه سيدرسكيج من اجل إستمالته إليه في الوقت الذي كان رئيسه لوكاشنكو يغازل الرئيس تشافيس في كاراكاس، بعدأن وصلت إلى مسامعها أخبار مفادها أن فنزويلا سوف تزود روسيا البيضاء بدءاً من العام المقبل ب80 الف برميل نفط ستصل يومياً إلى ميناء مينسك والكمية قابلة للزيادة.

وحسبما أعلن لوكاشينكو بعد لقائه تشافيس سوف تتم تصفية النفط المستورد من فنزويلا في مصافي بلاده، وبيع جزءاً منها بعد ذلك بالمشاركة في الأسواق الاوروبية,وهذا الخطوة تفسر قرار فنزويلا رفع طاقة إنتاجها من النفط قريباً.

ويقول الخبير الفنزويلي quot;عرض رئيس روسيا البيضاء على صديقه الفنزويلي مساعدات عسكرية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بنظامه الدفاعي، إذ أن بلاده لديها خبرة واسعة منذ زمن الإتحاد السوفياتي في مجال الصناعة الحربية، لأن مصانعها كانت جزءاً مكملاً للصناعات السوفياتية ومازالت تحتفظ بهذا الخبرة, ولهذا أعلن تشافيس عن إهتمامه بشراء أجهزة رادار وصواريخ مضادة للطائرة.

والجدير بالذكر أن الرئيس الفنزويلي تشافيس يمد الجسور مع روسيا البيضاء منذ عام 2006، حيث زار العاصمة منسك مرتين بهدف بناء إستراتيجية تعاون خاصة بما يتعلق بالنفط الفنزويلي، ومنذ ذلك الوقت والتعاون يتوطد بشكل متواصل، فروسيا البيضاء تنتج مواد غذائية كافية للإستهلاك المحلي تصدر كميات منها إلى روسيا.

لكن الآن وبعد الإتفاقيات مع فنزويلا بدأت منذ أكثر من عام بتصدير مواد غذائية من بينها الحليب الشاف، لكن قوة روسيا البيضاء تكمن في الصناعة، فآلياتها تصدر إلى أكثر من 80 دولة من الشاحنات إلى الحافلات إلى التراكتورات الزراعية والشاحنات الكبيرة، وهذا سيكون مركز التبادل التجاري بينها وبين فنزويلا.