بلغ إستهلاك البلاتين والبلاديوم في الصناعات ذروته ما سيؤدي إلى إنهيار الإحتياطيات في الشهور القادمة.


برن: تعتبر صناعة العربات العالمية المستهلكة الأولى للبلاتين والبلاديوم. بلغ استهلاك هذه الصناعة لهذين المعدنين ذروته ما سيؤدي، في الشهور القادمة، الى تفاقم ظاهرة عدم التوازن في أسواق البلاتين والبلاديوم، حول العالم. نظراً لتراجع الطلب على الموجوهرات، فان الخبراء السويسريين يجمعون على أن أسعار هذين المعدنين الثقيلين ستصل الى مستويات قياسية جديدة. لا بل انهم لا يستبعدون أن يكون الاستثمار في البلاتين والبلاديوم بديل للذهب أم خيار اضافي يُطرح للشراء على المستثمرين.

في ما يتعلق بالفائض الانتاجي للبلاتين، فانه سيتراجع، العام، بنسبة أكثر من 50 في المئة، من 635 الى 290 ألف أونصة. في حين ستسجل الأسواق العالمية توازناً، بين الطلبات والعروض، في العام القادم. يذكر أن سوق البلاديوم تعيش الآن هذا التوازن. بيد أن الفائض الانتاجي للبلاديوم سيرسو، العام، على حوالي 45 الف أونصة. وهذا أدنى مستوى له منذ عشر سنوات. وفي حال قررت روسيا الحد من مبيعات احتياطاتها الاستراتيجية، من البلاديوم الذي يتركز انتاجه في مدينة quot;نوريلسكquot; أين يسجل تراجعاً لافتاً في استخراجه، فان فائضه الانتاجي سرعان ما سينهار متحولاً، بالتالي، الى عجز!

على صعيد صانعي العربات، فان طلباتهم لشراء البلاتين والبلاديوم، لانتاج مخفف الصوت في العربات، وصلت الى أقصى الحدود. هذا وارتفعت طلبات شراء البلاتين، العام، بنسبة 37 في المئة وصولاً الى 3 مليون أونصة. وهذا الرقم الأعلى منذ 30 عاماً. بيد أنه يأتي تزامناً مع انتعاش قطاع انتاج السيارات، لا سيما بأوروبا، أين يسجل ميولاً استهلاكياً لشراء عربات الديزل التي يتطلب مسكت الصوت، داخلها، مادة البلاتين لانتاجه. يذكر أن انتاج عادمات العربات (catalysator)، وهي أحد أجزاء مجموعة إخراج العادم ووظيفتها على وجه التحديد إستكمال احتراق الغازات الخارجة مع العادم قبل خروجها للهواء مباشرة مما يقلل من الضرر الناشئ عنها، امتص أكثر من 5 مليون أونصة من البلاتين، عالمياً، أي أن استهلاكه للبلاتين ارتفع أكثر من 27 في المئة، العام، وهذا أعلى سقف له منذ عام 2000.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف رويسبولر لصحيفة ايلاف الى أن الاقبال الشديد على استهلاك هذين المعدنين سيدعم ارتفاع أسعارها، في الشهور الستة القادمة. ويتوقع الخبير ان يرسو معدل تسعير البلاتين، في الفترة الزمنية القادمة، على 1750 دولار في الأونصة. كما ستتذبذب الأسعار بين 1550 و1900 دولار، في الأونصة. ويتوقف الخبير للاشارة الى أن سعر أونصة البلاتين، في مطلع الشهر، استقر على أعلى مستوى له، منذ عامين، على حوالي 1800 دولاراً.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير رويسبولر بأن سعر أونصة البلاديوم سيرسو، على الأرجح، بين 550 و850 دولاراً. عادة، يستقر معدل سعر أونصة البلاديوم، كل نصف عام، على حوالي 710 دولاراً.