تتحكم الصين بشدة بحركة استهلاك المواد الأولية، ومن ضمنها الزيوت النباتية.


برن: مما لا شك فيه أن الصين تتحكم بشدة اليوم بحركة استهلاك المواد الأولية، ومن ضمنها الزيوت النباتية. مرة أخرى، تتوجه بكين إلى الولايات المتحدة الأميركية لشراء حوالي 5.5 مليون طن من بذور الصويا حتى نهاية العام المقبل.

هكذا تلاشت المخاوف في أسواق الزيوت النباتية العالمية حول تراجع حركة الواردات من هذه الزيوت إلى الصين المنهمكة حالياً في مكافحة التضخم المالي (ارتفاع الأسعار) في قطاع المواد الغذائية. في ما يتعلق بأسعار بذور الصويا في بورصة شيكاغو، فإنها عاودت انتعاشها بعد قيام الصين بشراء حوالي 780 ألف طن منها حديثاً.

من جانب آخر، تسجل أسعار زيت النخيل ارتفاعاً، بدورها، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عامين. في البورصة الماليزية، زاد سعر طن زيت النخيل بنسبة 2.6 % تقريباً، من 3.372 إلى 3.404 رينقيت ماليزي.

وبرغم ارتفاع أسعار زيت النخيل، وهو مادة أولية تستخدم في صناعة الحلويات والوقود البيولوجي وسوائل التنظيف وغيرها، إلا أن دول العالم كافة، وبينها أوروبا وسويسرا، تعرب عن ارتياحها حيال حركة الصادرات الماليزية من زيت النخيل، التي قفزت حوالي 25 % في الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق، كي يصل مجموعها إلى أكثر من 1.3 مليون طن.

في سياق متصل، تشير الخبيرة الزراعية دانا روسلر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن العوامل التي تتلاعب بأسواق الزيوت النباتية العالمية، الغارقة في التوترات منذ شهور عدة، هي الأضرار الناجمة من سوء أحوال الطقس التي تفتك بالمحاصيل الزراعية.
بالنسبة إلى أميركا اللاتينية، فإن هذه المشكلة تطال الصويا من جراء تيار النينو الذي سبب جفافاً حاداً هناك. على صعيد أوروبا، تشير الخبيرة روسلر إلى أن صادرات الزيوت النباتية إليها زادت كثيراً، لا سيما في أعقاب الجفاف الذي سجل في الصيف الماضي.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن استهلاك الزيوت النباتية في الهند بلغ سقفاً قياسياً. ورغم أن محصول الصويا هناك كان جيداً هذا العام، بيد أن حركة صادرات الزيوت إليها (يشكل زيت النخيل 70 % منها) ترتفع بصورة جنونية. وتتوقع الخبيرة زيادة في حركة الصادرات هذه في العامين المقبلين إلى ما مجموعه 10 مليون طن مقارنة بتسعة ملايين حالياً.

هذا وتتوقف الخبيرة للإشارة إلى أن الطلب سيكون أقوى بكثير من العروض على الزيوت النباتية، لا سيما بعد قرار ماليزيا، المسؤولة عن نصف الإنتاج العالمي من زيت النخيل، وقف توسيع زراعة أشجار النخيل في العامين المقبلين. وترى الخبيرة روسلر أن زمن توسيع إنتاج هذه الزيوت بسرعة قد انتهى. ما يعني أن أسعار الزيوت النباتية ستكون أعلى بكثير في السنوات المقبلة.