في الوقت الذي بدأ يقبل المستثمرون والمصارف المركزية فيه على شراء الذهب بمستويات غير مسبوقة، بدأت تظهر في الأفق العديد من التساؤلات حول ما إن كان الإنجذاب إلى المعدن الأصفر سيستمر أم لا، مع بدء انحسار المخاوف بشأن الإقتصاد العالمي.


على مدار سنوات عديدة، لعب الذهب دوراً في إبهار العديد من الحضارات من قبل، بمن فيهم الحضارة الأميركية، اعتباراً من منتصف القرن التاسع عشر، وفي الوقت الذي يقترب فيه المعدن من تحقيق مكاسبه للعام العاشر على التوالي، بدأ يُثار نقاش في أرجاء الولايات المتحدة كافة حول ما إن كان هذا الإقبال الأطول على الذهب منذ عام 1920 سيستمر أم لا، حسب ما ذكرت اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن سعر الذهب ارتفع هذا العام بنسبة 27%، وبلغ رقماً قياسياً بمقدار 1.424 دولار للأوقية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقالت الصحيفة كذلك إن حالة الإنتعاش التي يشهدها المعدن حالياً في الولايات المتحدة ليست الحالة التي يمكن قياسها بالرسم البياني. هذا وقد أضاف المسؤولون جولة أسبوعية سادسة لسراديب الذهب الكهفية الخاصة بمجلس الإحتياطي الإتحادي في نيويورك، الكائنة في قلب وول ستريت، والتي تعتبر موطناً لما يقرب من ربع ذهب العالم.

وعلى بعد بضع بنايات قليلة إلى الجنوب، بالقرب من مانهاتن، كان النشاط التجاري رائجاً في شركة Manfra, Tordella amp; Brookes المعروفة بـ (MTB)، وهي واحدة من الشركات الثماني الموجودة في الولايات المتحدة ومخول لها بيع العملات الذهبية والفضية.

ومضت الصحيفة تنقل هنا عن مايك كرامر، رئيس الشركة، قوله quot;كان هذا النشاط التجاري مربحاً على الدوام، لكنه كان مربحاً للغاية خلال آخر عامين. ويستفيد الأشخاص من الأرباح بالطبع عند تلك المستويات، لكنك ستقوم بوضع ذلك في البنك؟ فالناس يعيدون الإستثمار في الذهبquot;.

وأشارت التلغراف في السياق عينه إلى أن جمعية المنقبين عن الذهب في أميركا، التي تقوم بتنظيم عمليات البحث عن الذهب في أنحاء البلاد كافة، قد شهدت زيادة في أعداد أعضائها بمقدار الضعف إلى 70 ألف عضو خلال السنوات الثلاث الماضية.

من جهتها، أكدت مجموعة quot;GFMSquot;، المتخصصة في البحوث التي تجرى على المعادن، أن عام 2010 هو أول عام منذ ثلاثة عقود يتجاوز فيه الطلب على الذهب من قِبل المستثمرين من جانب تجارة المجوهرات التي يسيطر عليها الهنود. وفي وول ستريت، يقول معظم الأشخاص هناك إن هناك ما يكفي من المخاوف المتعلقة بالمساعي المبذولة للمحافظة على ارتفاع أسعار الذهب حتى عام 2011 على الأقل.

وهي المخاوف التي لخصتها الصحيفة في نقاط عدة، من بينها احتمالية أن تتسبب خطوة التخفيف الكمي الأخيرة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بقيمة 600 مليار دولار في إلحاق الضرر بالدولار وإطلاق العنان للتضخم. والخوف من أن تنهار خطوة التخفيف الكمي من جانب الإحتياطي الفيدرالي، ومن ثم السماح لمارد الإنكماش بأن يخرج من القمقم. والخوف أيضاً من انهيار منطقة اليورو، أو مجرد الخوف من المجهول.

في الختام، نقلت الصحيفة عن مايكل ويدمر، المحلل في بنك ميريل لينش أميركا، والذي يغطي سوق الذهب على مدار عقد من الزمان، قوله quot;لقد أصبح لديك تلك البيئة المتفائلة الآن. ويُنتَظر أن نشعر بأريحية خلال العام المقبل في ما يتعلق بسعر الذهبquot;. وبينما توقع ويدمر أن يصل السعر إلى 1500 دولار للأوقية، قال نظراؤه في بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي إنهم يتوقعون أن يصل السعر إلى 1485 دولارا.