يذهب مسؤولون ومتعاملون تحدثوا لـquot;إيلافquot; إلى ضرورة تقويم المسلك المتبّع في التسويق السياحي الجزائري لتدارك الضحالة المسجّلة على صعيد استقطاب السياح، وتجسيد الرهان الأساس القائم على بناء سليم للسياحة وترقيتها كوجهة سياحية منتجة ودائمة.


الجزائر: رغم تأكيد سلطاتها مرارًا على اهتمامها بجعل السياحة اقتصادًا بديلاً يدرّ موارد مهمة ويمتص البطالة المتفاقمة، إلاّ أنّ الوضع السياحي الجزائري لا يزال هزيلاً، حيث اكتفت الجزائر خلال العام الأخير بعائدات سياحية لم تتجاوز 330 مليون دولار، وهو ما لا يمثل إنجازا قياسًا بالإمكانات الموجودة في البلد وما حققته دول الجوار.

في هذا الشأن، يرى محمد بشير كشرود الأمين العام لوزارة السياحة الجزائرية، أنّ التقويم يكون بتدعيم التنافسية وزيادة جاذبية الجزائر كوجهة لها مكانتها في سوق السياحة العالمية، وذاك يقتضي أيضًا إشراك كل المتعاملين ووكالات الأسفار والتوقف عن الإمعان في المناسباتية، وتكاد تختصر الممارسة السياحية في موسمي الاصطياف وأعياد رأس السنة.

ويقرّ كشرود أنّ القدرات المادية لا تكفي وحدها، إذا كانت الجزائر تريد جلب اهتمام السياح، وهنا يفرض تصحيح مسار التسويق السياحي نفسه، من خلال توخي فعل مستدام خلال الخمسة عشر سنة المقبلة، والعمل على خلق أقطاب امتياز سياحية تستجيب إلى المعايير الدولية، فضلاً عن احترافية الكادر السياحي، والتركيز على إعادة بعث نظام تكوين المرشدين السياحيين، وضمان النوعية السياحية لترقية خدمات الهياكل السياحية، لا سيما في صحراء الجزائر الساحرة التي لا تزال محرومة من أي إقبال سياحي.

بدوره، يبرز أحمد بوجديرة المدير العام للديوان الجزائري للسياحة، حتمية مراجعة شاملة وتوخي إستراتيجية متكاملة تقوم على تكثيف الاتصال السياحي وهيكلة مثمرة اقتصاديا تكفل تثمين النوعية وتوابعها، كما يحثّ بوجديرة على عقلنة الاستثمار وهيكلة الأقطاب السياحية القوية وضرورة تعبئة كل الأطراف الفاعلة في مجال السياحة، مع استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل التعريف بسائر المنتجات السياحية.

من جهتهما، يقدّر كل من بشير كاديك الخبير السياحي، وعبد القادر با محمد المسؤول الجهوي في القطاع، أنّ الخطوة الأولى في مسار التقويم تكون بإعادة تأهيل الهياكل السياحية المتآكلة، ما يجعلها لا تستجيب لمتطلبات المرحلة، ويربط با محمد تصوره باستغلال الجزائر لكثير من روافدها المُهملة مثل ديكورها الفريد في شمال البلاد كما جنوبها، وخزانها الهائل من الحمامات المعدنية، فضلاً عما تمتلكه من زخم ومقومات بيولوجية متنوعة.

ويؤكد متخصصو الشأن السياحي في الجزائر على أنّ الإقلاع السياحي هناك ممكن عبر تطوير البنى التحتية، وتحسين الخدمات، ورسكلة المرشدين السياحيين، إضافة إلى الترويج والدعاية، لإعادة الروح إلى قطاع أنهكه مخطط إعادة الهيكلة في ثمانينيات القرن الماضي، وما أعقبها من تدهور أمني في عشرية التسعينيات، ما أدى إلى عزوف السياح عن القدوم إلى الجزائر.

يُشار إلى الجزائر أعلنت في شهر يوليو/تموز الماضي، عن إطلاقها 43 مشروعًا سياحيًا، مؤكدة أنّ المشاريع المذكورة سيشرف على إنجازها مستثمرون وطنيون بطاقة إجمالية بحدود أربعة آلاف سرير، وستمكن من إستحداث 5640 فرصة عمل في آفاق العام 2014.