لم تعد المرأة ترضى مجرد المشاركة، بل أصبحت تهدف إلى منافسة الرجل، حتى على المستوى الاقتصادي، إذ رفعت التحدي بزيادة عدد القماولات المسيرة من قبل الجنس الناعم، في عز الأزمة المالية العالمية.


الدار البيضاء: أفادت دراسة حديثة حول النساء المقاولات في المغرب أن عدد المقاولات النسائية وصل في السنة الماضية إلى 4063 مقاولة، ما يعني أن 2110 مقاولة رأت النور في السنوات الثلاث الأخيرة، علمًا أن عددها لم يكن يتجاوز الألفين في سنة 2005.

وذكرت الدراسة، التي قدمت في الاحتفال بالذكرى العاشرة لإنشاء جمعية النساء رئيسات المقاولات في المغرب، أن المقاولات المسيرة من قبل الرجال عرفت بدورها منحى تصاعديًا، إذ إن عددها انتقل من 11492 سنة 2005، إلى 23803 في سنة 2009.

ويتركز أكبر عدد من المقاولات المسيرة من قبل النساء في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، بنسبة حددت بـ37 %. وكشفت الدراسة أن أكبر حضور سجل لمجموع المقاولات النسائية ما بين سنتي 2005 و2010 كان على صعيد القطاع الخدماتي بمجموع 8205 مقاولة، أي بنسبة 48.1 %، والتجاري بـ 12466، والصناعي بـ 1744، ما يعادل 31.7 % على مستوى هذا التوزيع، والبناء والأشغال العمومية بـ 3080 مقاولة، والزراعة والصيد البحري بـ 322 مقاولة، والمعادن والطاقة بـ 96 مقاولة. ويرى مراقبون اقتصاديون أن المقاولة النسائية بصفة عامة تأثّرت أقل من نظيرتها الذكورية من تداعيات الأزمة المالية العالمية.

وتتركز استراتيجية هؤلاء النساء المقاولات، في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2012، على تشجيع وتنمية روح المبادرة للمرأة من خلال إنشاء الأعمال التجارية، وتعزيز نظام الدعم للتحضين، والمشاركة في تعزيز روح المبادرة على الصعيد الوطني، فضلاً عن تحسين إدارة وتشغيل الحاضنات.

كما تعتمد أيضاً على اختيار وتعيين المشاريع الواعدة في حلقات دراسية لرفع مستوى الوعي لتنظيم المشاريع، وإقامة الشراكات مع حاضنات تكنولوجية وطنية ودولية أخرى، أو المشاركة في وطنية لجمع التبرعات من الأفراد والجهات المانحة الدولية.

وسيمتد التركيز خلال هذه الفترة إلى خلق مشاريع في مناطق من الرباط وفاس وطنجة. ويصل عدد النساء رئيسات المقاولات، حسب إحصاء أنجزته الجمعية المغربية للنساء رئيسات المقاولات سنة 2004، لقرابة 5 آلاف. وأسست جمعية النساء المقاولات في المغرب، أخيراً، quot;حاضنة مشاريعquot; في الرباط، بهدف تشجيع روح المقاولة في صفوف المرأة في العاصمة الإدارية.

ورصدت لهذه العملية ميزانية أولية تبلغ 1.1 مليون درهم، وهي تقدم الدعم التقني والمالي للنساء الشابات اللواتي يحملن أفكار مشاريع.

وأصبح إطلاق حاضنة الرباط ممكناً بفضل النجاح الذي حققته الحاضنة الأولى في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. وأطلقت الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، بتنسيق مع هيئة quot;التعاون التقني الألمانيquot;، والمركز الجهوي للاستثمار، أخيراً، برنامجاً تأهيلياً لفائدة النساء المقاولات المغربيات.

ويهدف المشروع، الذي تقرر أن يمتد 8 أشهر، إلى تمكين النساء المعنيات من تطوير مقاولاتهن، من خلال تشخيص أوضاعها، وإجراء تكوين تطبيقي، يشمل تقنيات التسيير اليومي، وتحدياته بالنسبة إلى المقاولات الناشئة. كما يشمل التنظيم، ومالية المقاولات، وتأطيراً شخصياً لكل مقاولة على حدة.

واستنادًا إلى دراسات استطلاعية، أنجزتها الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة، في السنوات الثلاث الأخيرة، تتشكل مجمل القضايا المطروحة أمام النساء المقاولات من صنفين، يتعلق الأول بالتسيير، ويشمل صعوبة الولوج إلى التمويل البنكي، وقوة التنافسية على مستوى الأسعار، وصعوبة ضمان وفاء الزبائن، وقلة العاملين ذوي الكفاءات. أما الصنف الثاني من المشاكل، فيشمل ما يتعلق بالتدبير والتنظيم، فضلاً عمّا يتعلق بوضعية المرأة.