يصل إنتاج المغرب من اللحوم الحمراء إلى 17 ألف و490 طناً سنوياً، في وقت يسجل فيه ارتفاع متزايد لحجم الاستهلاك، وهو ما يؤشر على عدم وجود التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.

الدار البيضاء: خصص المغاربة 1140 درهماً للفرد للحوم الحمراء والبيضاء، مسجلين ارتفاعاً في استهلاك هذه المادة الحيوية بنسبة تصل إلى 47 %، وذلك بين العام 2001 وبين آخر بحث وطني أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، حول الدخل ومستوى معيشة الأسر.

وتكشف مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط أن مستوى النفقات المخصصة لاقتناء اللحوم وفق مستوى المعيشة، يتغير، إذ كلما ارتفع مستوى المعيشة لدى الأسر ارتفعت النفقات المخصصة لاقتنائها.

وأفادت المذكرة أن اللحوم تمثل 21 %، أي ما يعادل 406 دراهم للفرد سنوياً، من الميزانية المخصصة للتغذية، لدى 20 %من الأسر الأكثر فقراً، و28 %، أي 2425 درهماً، لدى 20 % من الأسر الأكثر غنى. غير أنه، ورغم هذا الإقبال المتزايد على اللحوم الحمراء، إلا أن الإنتاج يبقى أقل من الاستهلاك، ويرجع ذلك إلى اعتماد أساليب تقليدية في تربية الأبقار والمواشي، إذ تعد الاستثمارات في هذا المجال ضعيفة، ولا تزال خاضعة إلى التقلبات المناخية.

وأشار مصدر مسؤول في وزارة الفلاحة إلى أن المخطط الفلاحي quot;المغرب الأخضرquot;، الذي شرع في تنفيذه سنة 2008، ويمتد إلى 2020، وضع نصب أعينه رفع الإنتاج من لحوم البقر والغنم إلى 20 ألف و770 طناً، في السنوات العشر المقبلة، بارتفاع يبلغ 20 %.

وأكد المصدر أن المغرب يتطلع إلى رفع إنتاج اللحوم الحمراء من 386 ألف طن حالياً في السنة إلى 450 ألف طن في أفق 2014، مبرزاً أن الوزارة وقعت مجموعة من الاتفاقيات مع المهنيين، في إطار المخطط عينه، بهدف تحقيق توقع رفع رقم المعاملات، خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2014، من 20 مليار درهم في 2008 إلى 30 مليار درهم.

ويبلغ الاستهلاك الفردي السنوي من اللحوم الحمراء 11 كيلوغراماً، ولا يتعدى استيرادها 10.4 آلاف طن في السنة. ويبلغ عدد مربي الماشية في المغرب 1.1 مليون، أي 74 % من مجموع الفلاحين. وقال بوشعيب الفضل، صاحب محل جزارة في الدار البيضاء، إن quot;الإقبال يتضاعف في فصل الصيف، الذي يعرف تنظيم عدد من المناسبات، إلى جانب تنظيم زيارات مستمرة بين الأهلquot;، مشيراً إلى أن quot;الجزارين يضطرون إلى مضاعفة كميات اللحوم المتوافرة، حتى يتمكنوا من تلبية حاجيات المستهلكينquot;.

وأوضح بوشعيب الفضل، لـ quot;إيلافquot;، أن quot;سعر الكيلو غرام الواحد يفوق حالياً 70 درهماً (حوالي 9 دولارات)quot;، مضيفاً أن quot;الطلب تزايد في الأخيرة على اللحوم الحمراء والبيضاء، بسبب الارتفاع المهول في أثمان الأسماك والمنتجات البحريةquot;. لافتاً إلى أن quot;الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر، بسبب تزايد مستوى الاستهلاك وقلة الإنتاجquot;، ومؤكداً أن quot;أسواق اللحوم تسير نطو التطورquot;.

وشهد معدل الاستهلاك الفردي السنوي من لحوم الدواجن ارتفاعاً ملحوظاً، بين سنة 1970 و2010، إذ انتقل الاستهلاك من 3.2 كيلوغرامات للفرد في السنة، إلى 15.4 كيلوغراماً للفرد، حالياً. ورغم تسجيل هذا التطور، فإن المعدل السنوي للمغاربة يظل ضعيفاً، مقارنة مع العديد من الدول، فبحسب الجمعية المهنية للدواجن، يأتي المغرب بعيداً وراء فرنسا، التي تستهلك 26.2 كيلوغراماً للفرد سنوياً، وأسبانيا (27)، وبريطانيا (28.7)، والبرازيل (30)، وماليزيا (33.3)، والسعودية (33.6)، والإمارات العربية المتحدة (41.2)، والولايات المتحدة الأميركية (50).

وانتقل استهلاك الدواجن ليحتل المرتبة الثانية، بالنسبة إلى ما تستهلكه الأسر المغربية من اللحوم، والمرتبة الخامسة في النفقات الغذائية، بعد الحبوب، والمواد المستخلصة منها، والحليب، والبيض، والذهنيات.