تُبذل جهود من أجل الاستفادة على الصعيد الاقتصادي من مدينة جبيل اللبنانية عبر البوابة السياحية، في ظل ما تحظى به من مكانة تاريخية كبيرة، حيث يشهد المرفأ الهادئ والشوارع الضيقة القديمة بتلك المدينة، التي تقع على بعد 40 كيلو مترا شمال العاصمة اللبنانية بيروت، توسعا ً كبيرا ً في مجال السياحة.

تنشر صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية تقريرا ً مطولا ً تلقي فيه الضوء على حقيقة نجاح الزحف العمراني بالقرب من مدينة جبيل في إفساح المجال أمام مناخ البحر الأبيض المتوسط، بصورة أكثر انسجاما ً ربما مع توقعات زوار المكان.

وتشير الصحيفة أن المدينة تهدف إلى تقديم نقيض هادئ للعاصمة المحمومة - بينما تظل قادرة على الانغماس في الذوق اللبناني الشهير للحفلات والطعام الجيد.

وتمضي لتقول إنه وعلى مدار العامين الماضيين، خلال الفترة التي كانت تسعى من خلالها لبنان للخروج من حالة عدم الاستقرار، ارتكز جوزيف شامي، رئيس بلدية جبيل، على برنامج يهدف إلى تعزيز الحياة الليلية في ذلك المركز التاريخي والعمل كذلك على تعزيز هوية المدينة، وفي سياق حديثه مع الصحيفة، قال شامي إن عدد زائري المدينة قفز إلى 800 ألف العام الماضي - وهو ضعف العدد الذي كانت تستضيفه المدينة خلال السنوات الماضية، حين كان لبنان غارقا ً في أزمته. وأضاف :quot; هنا الوضع مختلف عن بيروت. فبيروت هي العاصمة، والمركز المالي. أما المكان هنا فهو مخصص للأجازات، والأنشطة الثقافية والفنية. كما أنه يعتبر أكثر هدوءا ًquot;.

إلى هنا، تلفت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي بدأ ينتعش فيه من جديد قطاع السياحة، في الوقت الذي قَدِم فيه إلى البلاد العام الماضي اثنان مليون زائر، تحاول مدينة جبيل جذب نسبة جيدة من هؤلاء الزائرين، جنبا ً إلى جنب مع الزوار المحليين الذين يفضلون المنتجعات الشاطئية. ثم تمضي لتنقل عن رافاييل صفير، الرئيس السابق لبلدية جبيل الذي ساعد في تطوير المدينة خلال الفترة ما بين عامي 2004 و 2008، قوله :quot; رغم أنها لم تكن تجذب أعداد غفيرة من الزائرين، إلا أنها باتت تحظى الآن بقدر أكبر من الأهمية من حيث عدد الزوار والوضعية الاقتصاديةquot;.

ثم تلفت الصحيفة إلى القرار الذي أعلنت بموجبه منظمة اليونسكو مدينة جبيل (أو بيبلوس حسب المسمى اليوناني ) أحد مواقع التراث العالمي في عام 1984. وذلك في الوقت الذي حظيت فيه بدعم آخر، عندما تم نقل جزء كبير من الحرم الجامعي للجامعة اللبنانية الأميركية من العاصمة بيروت التي مزقتها الحرب.

وبالإضافة لجهود إعادة التطوير التي يبذلها بعض المستثمرين في جبيل، يأمل شامي (رئيس البلدية ) أن يزيد من تحسين الأجواء البيئية. كما يعتزم تدشين نظام جديد، يتيح للزوار ترك سياراتهم على حافة المدينة وأخذ حافلات كهربائية مجانية لوسط المدينة، حفاظاً عليها من عوادم السيارات.