أمضى الذهب الأسابيع القليلة الماضية مدعوماً فوق مستوى 1100 دولار للأوقية، لكنه فشل في الوقت نفسه في بذل أي محاولة لبلوغ ذروته الأخيرة عند 1145 دولاراً للأوقية.

دبي - إيلاف: خيّم نوع من السكون على الأسواق المالية العالمية، وعلى الأخص أسواق الأسهم، في ظل انخفاض معدل التذبذب على مؤشر ستاندرد أند بورز إلى أدنى مستوى له منذ سنتين، بحسب تقرير لساكسو بنك، إذ بلغ هذا المؤشر خلال شهر مايو/أيار 2008 أعلى مستوى له عند 1440 دولاراً أميركياً، أعقبها عملية كبيرة من البيع المكثف في الشهور التالية.

ويعد مؤشر التذبذب (VIX) مقياساً للخوف من المجهول. وخلال الفترات التي تشهد فيها الأسواق اضطراباً، يرتفع مؤشر التذبذب ارتفاعاً حاداً على نحو يعكس ارتفاع تكاليف التأمين (شراء حق البيع الآجل) ضد مزيد من الخسائر. وخلال فترات التفاؤل بارتفاع السوق - مثل الفترة التي نشهدها منذ شهور عدة الآن - يكون هناك خوف وحاجة أقل إلى شراء التأمين. وبالنظر إلى التاريخ الحديث، يتبيّن للتقرير في حالات كثيرة أنه كلما سجل مؤشر التذبذب رقماً دون 20 % (الرقم الآن 16.50 %)، أعقب ذلك بفترة قصيرة عملية كبيرة من البيع المكثف.

ويشير التقرير إلى أن quot;هذا الرضا عن النفس يستحق أن نضعه في اعتبارنا، ونحن مقبلون على الربع الثاني من عام 2010. ففي ظل استمرار التوقعات الاقتصادية في إعطاء صورة مشرقة، لا توجد هناك إلا بضعة غيوم في الأفق، تتمثل في حالة عدم اليقين الحالية تجاه مشكلات دين اليونان السيادي واحتمال انتشارها إلى البلدان المجاورة، واحتمال ظهور فقاعة في الاقتصاد الصيني، والتكهنات حول كيفية رد فعل الأسواق على الجولة الأولى من إجراءات التضييق التي يتخذها البنك المركزي عندما تطبق فعلاًquot;.

وفي ظل هذه الظروف، شهدت أسواق السلع الرئيسة تعاملات هادئة مع انحراف لم يتغير بالارتفاع. كما ظل النفط الخام على مدى الأسبوعين الماضيين يتحرك صعوداً بصعوبة حتى وصل سعر البرميل إلى 83 دولاراً أميركياً، وهو المستوى الذي كان من الصعب اختراقه قبل بلوغ المستوى المهم، أي مستوى 85 دولاراً. وقد قررت منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot; الالتزام بالتخفيضات التي تم الاتفاق عليها في الإنتاج، كما أعربت عن رضاها عن المستويات الحالية، وأشارت أيضاً إلى أن الطلب من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بدأ يتحسن، وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة.

يمكن للزخم على المدى القصير أن يدفع بالأسعار إلى الارتفاع، والأرجح أنه سيفعل ذلك، ولكن هذه الخطوة ستزيد من احتمال استباق السوق للأحداث، مما قد يسفر عن عملية بيع مكثف. وقد عادت مراكز المضاربة الطويلة مقدرة بعدد العقود الآجلة المفتوحة في بورصة نيويورك التجارية quot;نايمكسquot; من جديد إلى ما فوق 110000 دفعة، بعدما وصلت إلى أدنى مستوى لها عند 42000 دفعة خلال البيع المكثف الذي شهده شهر فبراير الماضي. وفي مستهل شهر يناير الماضي، وعندما كان الارتفاع الشتوي في ذروته، بلغ مركز المضاربة الطويل مستوى قياسياً عند 135000 دفعة، أعقبه مباشرة بيع مكثف بمقدار 15 دولاراً أميركياً في الأسعار.

من منظور تقني، يجد ساكسو بنك أن حدوث ارتفاع فوق الذروة الأخيرة سوف يستهدف مستوى 85.60 دولاراً أميركياً للبرميل مع احتمال الوصول إلى 90 دولاراً أميركياً للبرميل، وهو ما يمثل حركة تصحيحية بنسبة 50 % للبيع المكثف في 2008 من 147 إلى 33 دولاراً أميركياً للبرميل. ويمكن أن نجد الدعم عند مستوى 79 دولاراً أميركياً للبرميل و77.50 دولاراً أميركياً للبرميل.

ويوضح التقرير أن سعر الغاز الطبيعي يواصل تعرضه لانخفاض حاد، حيث بلغ أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر عند 4 دولارات أميركية للمليون وحدة حرارية بريطانية، بعدما انخفض بمقدار الثلث منذ ذروته الشتوية. وقد أدى السحب الأبطأ من المتوقع من المخزونات خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى فائض عند مستوى يزيد بنسبة 4.7 % عن متوسطه خلال خمس سنوات. وتواجه السوق حالياً ضعفاً في المشتقات الرئيسة، مع زيادة الإنتاج، نتيجة ارتفاع عدد مواقع التنقيب والإنتاج وتحسن الكفاءة. وتعمل الشركات حالياً على إيجاد طرق أرخص للإنتاج ومناطق جديدة تنتج فيها.

ويدل التوقع بطقس أكثر اعتدالاً خلال الأسابيع المقبلة أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تنهي شتاء هذا العام بمخزون وفير وأن إعادة بناء المخزونات سوف تبدأ من مستوى أعلى من الطبيعي. وبالنسبة إلى شهر التسليم القريب، شهر أبريل/نيسان، يجد التقرير أن الغاز الطبيعي في بورصة نيويورك التجارية على المدى القصير لا يحظى بدعم إلا من مؤشر القوة النسبية الذي يظهر بيعاً مفرطاً للغاية، مما يدل على أن هناك ارتداداً وشيكاً.

أما بأيّ سرعة سوف يواجَه هذا الارتداد ببيع جديد فهو يمثل السؤال الحاسم حالياً، علماً أن المقاومة المهمة الآن عند مستوى 4.60 دولار أميركي للمليون وحدة حرارية بريطانية.

وبحسب التقرير، أمضى الذهب الأسابيع القليلة الماضية مدعوماً فوق مستوى 1100 دولار أميركي للأوقية، ولكنه فشل في الوقت نفسه في بذل أي محاولة لبلوغ ذروته الأخيرة عند 1145 دولاراً أميركياً للأوقية. وقد بدأ مركز المضاربة الطويل في قسم كومكس من بورصة نيويورك التجارية يصعد من جديد، حيث بلغ 21 مليون أوقية، مقترباً بذلك من رقم ديسمبر/كانون الأول 2009 القياسي عند 26 مليون أوقية. ويواصل ساكسو مراقبة الدولار الأميركي للتعرف إلى خيوط تدله على التحرك التالي، ويوصي بالاستمساك بالنطاق المذكور سابقاً.

وأشار إلى أن خدمة موديز للمستثمرين أعلنت الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة توشكان أن تفقدا تصنيفيهما الائتمانيين (AAA). ولو حدث هذا، فإن الطلب على الأصول الصلبة مثل الذهب سوف يستمر بدعم من المخاوف بشأن مديونية معظم الدول الغربية.

كما شهد البلاتين ارتفاعاً قوياً على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث وصل سعر الأوقية إلى 1643 دولاراً أميركياً، أي بفارق شعرة لا غير عن ذروته عند 1657 دولاراً أميركياً للأوقية، التي بلغها في يناير خلال نوبة الجنون التي أعقبت الإطلاق الناجح لصندوق البلاتين المتداول في البورصة في لندن. وقد جاء هذا التحرك مدفوعاً في المقام الأول بالمستثمرين، مع إحجام المتعاملين الفعليين خوفاً من احتمال اضطرارهم لدفع أكثر من 1600 دولار أميركي للأوقية، وهو ما يمثل الدعم حالياً، يعقبه مستوى 1555 دولاراً أميركياً للأوقية.

أما معظم الأحداث الدرامية خلال الأسبوع الماضي فقد تكشفت في تعاملات السكر، حيث كاد السعر في مرحلة واحدة يشهد سقوطاً حراً. فقد انخفض السكر الآن بنسبة 30 % في 2010، ويكاد يحقق واحداً من توقعات ساكسو بنك العشر المتطرفة لعام 2010، إذْ انخفض سعر عقد السكر تسليم شهر أبريل في بورصة (ICE NYBOT) في مرحلة واحدة إلى أدنى مستوى له منذ سبعة أشهر دون 18 دولاراً أميركياً قبل أن يبدأ الشراء.

وبدأ السكر يشهد انخفاضاً على خلفية مراجعة تقديرات الإنتاج في البرازيل والهند، وهما أكبر منتجين للسكر في العالم. ولكن المشتقات الرئيسة ما زالت تشير في اتجاه التضييق، حيث يواصل الطلب تفوقه على العرض، كما إن المخزونات العالمية تتجه نحو أدنى مستوى لها منذ 20 عاماً. وسوف تحظى البيانات التي ستصدرها هيئة تنظيم المتاجرة في السلع الآجلة مساء يوم الجمعة المقبل بمراقبة عن كثب من أجل التعرف إلى مقدار انخفاض مركز المضاربة الطويل. ويوصي التقرير الآن بالبحث عن الدعم لسكر مايو/أيار رقم 11 عند مستوى 17.55 دولاراً أميركياً، مع ضرورة اجتياز المقاومة عند مستوى 20.50 دولاراً أميركياً، قبل أن يتسنى له معاودة الارتفاع.