بكين: يسعى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي خلال زيارته الأولى المرتقبة للصين منذ إعادة انتخابه، إلى التقرب من رساميل جاره القوي، الذي يفضل مساعدته على النهوض ببلاده من دمار الحرب، على أن يتورط عسكرياً في المستنقع الأفغاني.

ويجري كرزاي من الثلاثاء إلى الخميس محادثات على حدة مع كل من المسؤولين الصينيين الثلاثة الكبار الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو ورئيس البرلمان وو بانغوو.

وقال الناطق باسمه وحيد عمر إنه سيعرض عليهم بصورة خاصة خطة المصالحة التي عرضها على متمردي طالبان، لكنه لفت إلى أن القسم الأكبر من المحادثات quot;سيتناول المسائل الاقتصادية، وسيكون الرئيس برفقة عدد كبير من رجال الأعمال الأفغانquot;.
وبعد نحو تسع سنوات على سقوط نظام طالبان والاجتياح الأميركي لهذا البلد، يعتبر الخبراء أن قيام علاقة أقوى بين أفغانستان والدول المجاورة لها عامل مهم لنجاح استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا البلد.

وسيسعى كرزاي بالتأكيد إلى اجتذاب مزيد من المستثمرين الصينيين المهتمين بالموارد الطبيعية الأفغانية، بعد الاستثمار القياسي الذي وظفته مجموعة صينية في منجم آيناك، أحد أكبر مناجم النحاس في العالم، قبل ثلاث سنوات، وبلغت قيمته ثلاثة مليارات دولار.

وذكر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أخيراً بالمساعدة quot;غير المشروطةquot; التي تقدمها بلاده لأفغانستان، ولا سيما في مجالات إعادة بناء المدارس والطرق والمستشفيات ولتنفيذ مشاريع مائية. وأشار إلى مشاركة الصين في سلسلة من المؤتمرات الدولية في هذا الصدد.

وأوضح أندرو سمول خبير الشؤون الصينية في مركز جيرمان مارشال فاند الأميركي للأبحاث أن نفوذ بكين quot;قد يكون مهماً على الصعيدين الاقتصادي والسياسي على السواء، إذ يمكن الإفادة من علاقات الجوار الوثيقة القائمة بينها وبين العسكريين الباكستانيينquot;.

لكنه تابع أن quot;بكين تمتنع عن استخدام نفوذها بالتكامل مع جهود الحلفاء، وقد سعت إلى حد بعيد لتحقيق مصالحها الثنائية بدون الاكتراث كثيراً للأهداف الأوسع نطاقاً التي يتقاسمها المجتمع الدوليquot;. ويرى العديد من المعلقين الصينيين أن الاستثمارات الصينية في أفغانستان تشكل عامل استقرار، لأنها تؤمّن وظائف، وتندرج بالتالي ضمن مساعي الحكومة الأفغانية الرامية إلى تقديم فرصة لعناصر طالبان الراغبين في التخلّي عن السلاح.