ارتفاع أسعار السلع الأسياسية يتواصل في مصر, وكان آخرها أسعار اللحوم التي أرتفعت إلى أثمان كبيرة لا يمكن للمواطنين الحصول عليها بيسر.

القاهرة: استمرت أسعار اللحوم في ارتفاعها الجنوني حتى وصلت في مناطق من العاصمة المصرية إلى 70 جنيها للكيلو, مما دفع مجموعة من الشعب المصري لتكوين رابطة لمقاطعة شراء اللحوم حتى تعود أسعارها للانخفاض, وتبادل كل من بائعي اللحوم والمسئولون إلقاء اللوم على الآخر في سبب ارتفاع الأسعار. quot;إيلافquot; حاورت عدد من مقاطعي اللحوم في مصر والذين أكدوا عزمهم على هذه المقاطعة والعمل على نشرها حتى يجبر المسئول عن ارتفاع الأسعار على تخفيضها مرة أخرى حتى يستطيع محدودو الدخل شراءها , في البداية يقول حسام عبد الله أن فكرة مقاطعة شراء اللحوم تأتي ردا على عجز المسئولين عن مواجهة موجة الغلاء التي شهدتها , فربما يكون الحل في إحداث حالة كساد في سوق اللحوم فيضطر الجزارون لبيعها بثمن أرخص , وتقول الحاجة فاطمة أبو دشيش كيف سيشتري الفقراء كيلو اللحم بسعره الحالي الذي يقارب 60 جنيها , وتضيف أن الحل الذي تبناه مقاطعو شراء اللحوم هو الأمثل حتى تعود الأسعار لمعدلها الطبيعي.

وتبنت جماعة أخرى من المصرين فكرة أخرى لتفادي غلاء اللحوم بأن اشتركوا في شراء الذبائح حية وقاموا بتقسيمها بين المشتركين في سعرها كل حسب حاجته بعد ذبحها بمعرفتهم , وهذه الفكرة ساعدتهم في توفير كيلو اللحم الواحد بسعر أقل من 35 جنيها أي بنصف ثمنه الذي يباع به في الأسواق .

وقد أرجع الجزارين ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع تكلفة تربية المواشي وكذلك غلاء الرؤوس المستوردة وعدم ضمان أغلبها وخصوصا بعد الأنباء التي انتشرت عن استيراد رؤوس موبوءة , فهذا إبراهيم داوود ndash; جزار- أكد لإيلاف أنه أصبح يشتري كيلو اللحم قائم بـ 30 جنيها وبعد إضافة مصاريف النقل وتصفيته بعد الذبيح لا يستطيع بيعه أقل من 50 جنيها , وهذا ما دفع المواطنين لمقاطعة شراء اللحوم.

من جانبه أكد الدكتور سعد الحياني رئيس رابطة منتجي الجاموس أن 75% من أسباب ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلي مبالغة الجزارين في الحصول علي أرباح إضافية موضحا انه في الوقت الذي يحصل فيه المزارع أو مربي الماشية علي 20% من الأرباح خلال فترة تربية الحيوان لمدة تتراوح من 12 إلي 15 شهرا يحصل الجزار علي أرباح تصل إلي 15 جنيها للكيلو من اللحوم خلال 5 أيام فقط. وأوضح الحياني إن تكاليف إنتاج كيلو اللحوم القائم يصل إلي 20 جنيها ترتفع بعد الذبيح إلي ما يقرب من 40 جنيها لكيلو اللحوم بينما يبالغ الجزارون في رفع أسعار اللحوم للحصول علي المزيد من الأرباح الخيالية التي تحتاج إلي التدخل الفوري من الأجهزة الرقابية للحكومة.


وأضاف أن أزمة ارتفاع أسعار اللحوم ترجع إلي عدة أسباب منها ما يتعلق بجشع الجزارين وأسباب أخري منها أن مصر فقدت أكثر من 15% من رؤوس الجاموس و الأبقار البالغة 6 ملايين رأس أي ما يصل إلي 900 ألف راس عام 2006 بسبب استيراد حيوانات حية من إثيوبيا مصابة بمرض الحمي القلاعية. وأكد انه من الضروري أن يتم وضع حلول عملية لارتفاع أسعار اللحوم من خلال تنمية الثروة الحيوانية ووضع آليات لضبط أسواق اللحوم وحماية مربي الماشية من الاستيراد غير المنظم مشيرا إلي أن مصر تستورد سنويا 20% من احتياجاتها من اللحوم

.
وطالب الحياني بضرورة تحسين السلالات المحلية من الجاموس والأبقار دون الاستغناء عن السلالات الأصلية التي تتصف بكونها مقاومة للأمراض بالإضافة إلي ضرورة منح إعفاءات ضريبية وتشجيع إقامة مشروعات للإنتاج الحيواني في المناطق الصحراوية وتسهيل تملك المربين للأراضي في هذه المناطق.

ومن جانبه أكد الدكتور توفيق شلبي رئيس قطاع الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة أن مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم إلي الجزارين ومبالغاتهم في أسعار اللحوم مقارنة بتكلفة إنتاجها التي قلت خلال العام الماضي بصورة ملفتة للنظر مطالبا بوضع ضوابط لتسيوق اللحوم بمشاركة جميع الوزارات المعنية.


وأضاف شلبي انه يجري حاليا تنشيط مشروع تسمين الجاموس quot; البتلوquot; وذلك من خلال تشجيع التربية للثروة الحيوانية من خلال منح قروض ميسرة للمربين لزيادة معدلات تربية الجاموس وزيادة المعروض من اللحوم في الأسواق المحلية.
وكشف رئيس قطاع الإنتاج الحيواني عن انه تقرر زيادة سقف القروض المقدمة للمرحلة الأولي من تربية عجول الجاموس في عمر الحضانة وحتى وزن 250 كجم إلي ألفي جنيه بدلا من 1500 جنيها وزيادة قروض تربية عجول الجاموس لأكثرمن 250 كجم إلي 3 آلاف جنيه بدلا من 2500 جنيها بهدف تشجيع المربين علي زيادة معدلات تربية الماشية والحصول علي اعلي عائد ممكن من هذه المشروعات.


.