يعتبر المغرب وجهة سياحية عربية جاذبة لمختلف أنواع السياح في العالم، الذين يتوافدون إليه طوال العام، والقطاع السياحي في المغرب أحد أنشط القطاعات الاقتصادية، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى تطوير وتخطيط يزيدان مدخوليته في الاقتصاد الوطني المغربي.

الدار البيضاء: كشف مصدر مطلع في وزارة السياحة المغربية أن هذه الأخيرة انتهت من بلورة رؤية سياحية مستقبلية في أفق 2020. وذكر المصدر، لـ quot;إيلافquot;، أن الخطوط العريضة لهذه الرؤية سيجري الإعلان عنها في ندوة صحافية، ستعقد، في الأيام القليلة المقبلة، في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. وأبرز المصدر أن هذه الرؤية سيكون عمادها الواقعية في سبيل تعزيز ما تحقق من رؤية 2010، مع استخلاص العبر والدروس من جوانب ضعف ونواقص السياسة السياحية، التي انتهجها المغرب في السنوات العشر الماضية.

ومن المنتظر أن تأخذ هذه الرؤية في الاعتبار تداعيات الأزمة المالية العالمية، وانعكاسها على قطاع السياحة. وسطرت رؤية 2010 هدف استقبال 10 ملايين سائح، من ضمنها 7 ملايين سائح دولي (مقابل 5 ملايين ونصف في 2005). وبشأن الطاقة الإيوائية للمؤسسات الفندقية، وضعت الرؤية نصب أعينها إنجاز 000 160 سرير (بما في ذلك 000 130 سرير في السياحة الشاطئية و000 30 في الوجهات الثقافية)، ما سيجعل الطاقة الإجمالية الوطنية ترتفع، لتصل إلى 000 230 سرير، إلى جانب توقع تحقيق حجم استثمار سيتراوح بين 8 و9 ملايين يورو (تهيئة المحطات الشاطئية الجديدة، البنيات التحتية، الفنادق والتنشيط).

ويتوقع المكتب الوطني المغربي للسياحة، أن يرتفع عدد السياح الوافدين إلى المغرب، وليالي المبيت في المؤسسات الفندقية، بنسبة 5 %، أي بزيادة 184 ألف سائح، و948 ألفا و822 ليلة، خلال 2010، مقارنة مع العدد المسجل سنة 2009. وزار المغرب 8.3 ملايين سائح، خلال سنة 2009، بتسجيل انخفاض بحوالى 700 ألف سائح، مقارنة مع عدد الوصولات، التي توقعتها خطة quot;رؤية 2010quot;، التي كانت حددت 2010، أفق لاستقبال 10 ملايين سائح، ضمنهم حوالى ثلاثة ملايين من المغاربة القاطنين في الخارج، خصوصاً البلدان الأوروبية، لكن العدد لم يتحقق بشكل كامل، بسبب تداعيات الأزمة العالمية، التي خفضت النشاط السياحي العالمي إلى أدنى مستوى، إذ وصل إلى الصفر، سنة 2009.

ومن المنتظر تسليم الشطر الأول من مشروع المحطة السياحية quot;ليكسوسquot; بالقرب من العرائش، التي تدخل في إطار quot;المخطط الأزرقquot; في 11 أيار (مايو) 2011، ويتضمن الشطر الأول فندقاً من 400 سرير، إضافة إلى عدد من التجهيزات والبنايات السياحية والترفيهية. وتعد محطة quot;ميديتيرانيا السعيديةquot; أولى ثمار المخطط الأزرق. وتمتد هذه المحطة، التي تعد وجهة بحرية ومنتجعاً دولياً بامتياز، على مساحة تفوق 700 هكتار، بطاقة استيعابية تقدر بـ 30 ألف سرير، موزّعة على 9 فنادق مصنفة بين 4 و5 نجوم، و8 إقامات سياحية، و12 قرية سياحية، إضافة إلى أكثر من 300 فيلات وألفين و700 شقة.

وتتوفر المحطة على ثالث ميناء ترفيهي في البحر الأبيض المتوسط، وثلاثة مسالك للغولف، يتوفر كل منها على 18 حفرة، إضافة إلى مدينة تجارية quot;سيتي سانترquot; على مساحة 43 ألف متر مربع، بإمكانها استقبال 160 محلاً تجارياً، تقدم مختلف الخدمات من مطاعم وتسوق.

أما محطة quot;مازاغان بيتش ريزورتquot; فهي الثانية ضمن المخطط المذكور، التي جرى افتتاحها أخيراً. وتضم المحطة فندقاً فخماً من فئة 5 نجوم (500 غرفة) مصمما على شكل واحة، تتخللها حدائق متنوعة، ومسلك للغولف من فئة 18 حفرة، وحماماً تقليدياً، و60 فيلا، ومركزاً دولياً للندوات يمتد على مساحة 2000 متر مربع، ومرافق للأطفال، وكازينو، ومطاعم وأندية عدة. وتتطلع المرحلة الأولى من مشروع مزاغان، الذي سيجري إنجازه على ثلاث مراحل، إلى استقطاب حوالى 4 ملايين زائر سنوياً، من بينهم 200 ألف زبون في الفندق الفخم الذي تبلغ طاقته الإيوائية 1000 سرير.

وبعد محطتي السعيدية ومازاغان، يستعد المغرب لافتتاح محطتين جديدتين ضمن المخطط الأزرق، خلال السنة المقبلة، محطة quot;لوكسوسquot; في العرائش، ومحطة quot;موغادورquot; في الصويرة.

وقال مصدر مطلع في وزارة السياحة إن هذا المخطط يهدف إلى إنشاء أربع إلى خمس محطات شاطئية على السواحل المغربية، إلا أنه في النهاية جرى إدراج 6 محطات في إطار هذا المخطط. وذكر أن هذه تجربة تعد الأولى للمغرب في برمجة وتدبير مشاريع كبرى لمحطات سياحية من حيث الحجم والتمويل، ما أثمر عن تطور نموذج التفويت بفضل تجارب المحطات الأولى.ونصت الاتفاقيات الأولى على تهيئة المواقع فقط، بينما تفرض الاتفاقيات الأخيرة تجهيز المحطة من قبل المستثمر المهيئ بآجال محددة، وجرى تفويت المحطات المبرمجة في إطار المخطط الأزرق لمهيئين مرموقين.