حقق مؤشر السوق السعودي أداءً مميزاً، متمثلاً في تحقيقه 680 نقطة منذ إقفال ديسمبر الماضي، ويتوقع المحللون أن يستمر أداء السوق الإيجابي، مع ارتفاع المؤشرات الاقتصادية السعودية، إضافة الى أداء أسعار النفط الإيجابية، مع احتمالية وجود جني أرباح طبيعي.

حسن الأحمري ndash; الرياض: منذ بداية العام الحالي وخلال الربع الأول منه، حقق مؤشر السوق السعودي أداءً مميزاً في نظر معظم المحللين، متمثلاً في تحقيقه 680 نقطة منذ إقفال ديسمبر (كانون الأول) 2009 الماضي، وذلك بنسبة ارتفاع بلغت 11 %.

وبالرغم من هذا الارتفاع الجيد، إلا أن مستوى السيولة المتداولة داخل السوق لم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، فما زالت تراوح ما بين 2 و3 مليار ريال، وهو مستوى لم يكن يعرفه السوق خلال الأعوام الماضية، حيث لم يسجل السوق متوسط سيولة أقل من 5 مليار، حتى في أصعب الظروف.

وربما يعود ذلك بسبب فقدان الثقة من قبل المستثمرين، وغياب ما يسمى بصانع السوق، الذي يساهم في رفع مستوى أداء أسهم معينة خلال جلسة أو جلسات عدة.

وقد أدى ذلك إلى قرار هيئة السوق المالية في الأيام القليل الماضية إلى إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة، التي يتم تداولها، كأسهم الشركات المدرجة، وتحتوي على سلة من الأسهم والشركات المختلفة، وحققت هذه الصناديق ارتفاعاً جيداً في أصولها في بداية التداول الأسبوع الماضي، إلا أن ذلك لم يؤثّر على مستوى السيولة، مخالفاً بذلك توقعات المحللين.

رسم بياني يوضح أداء المؤشر خلال سنة تقريباً

سهم سابك يواصل الارتفاع
وحسب توقعات المحللين الفنية خلال الفترات الماضية، بعودة سهم سابك إلى الأضواء، استمر فعلياً هذا السهم بالارتفاع، ليلامس حاجز الـ 100 ريال، الذي غاب عنه منذ الأزمة المالية العالمية، ونكسات أسواق الأسهم العالمية في سبتمبر/أيلول 2008.

وبدأ السهم في جذب العديد من المستثمرين، الذي يغلب عليهم الاستثمار متوسط أو طويل الأجل، بحكم أن السهم لا يمكن اعتباره من أسهم المضاربة، بل أسهم العوائد، ويعتبر من قادة السوق ومحركيه لسنوات عديدة، لكونه يمثل حوالي 60 % من أصول السوق، وعادة ما يستحوذ على 30 % من السيولة المتداولة يومياً.

وأغلق السهم في نهاية مارس (آذار) يوم أمس، عند مستوى 99.50 ريال، بإجمالي حجم تداول 260 مليون ريال خلال يوم واحد فقط، ولم تتضح الرؤية الفنية حول اتجاه السهم خلال الأيام المقبلة، إلا أن مؤشرات الأداء لأسواق النفط وأسعار المواد الخام ربما ستكون إيجابية على السهم خلال الفترة اللاحقة، عطفاً على توقعات الاقتصاديين لتحقيق شركة سابك نتائج مالية جيدة خلال الربع الأول من هذا العام، الذي من المتوقع أن تعلن عنه قريباً.

الراجحي المحرك الثاني للسوق
ويتشابه أداء سهم الراجحي ndash; كمعدل أداء ndash; مع سهم سابك، حيث حقق السهم معدل ارتفاع منذ 52 أسبوع ماضية حوالي 65 %، وذلك يعود إلى الأداء الكبير للمصرف، واستطاعته إلى جانب معظم البنوك السعودية التعامل مع أزمة الائتمان التي اكتسحت العالم بنجاح واحترافية، نظراً إلى السياسة النقدية المعتدلة، التي تتبعها الدولة، عطفاً على الأداء الرقابي الكبير.

وأغلق السهم يوم أمس (الأربعاء) عند مستوى 85.50 ريال، مرتفعاً عن إقفال ديسمبر (كانون الأول) 2009 حوالي 14 ريال بنسبة 20 %، مستحوذاً ما نسبته 6 % من سيولة السوق يوم أمس. ويتوقع المحللون أن يستمر أداء السوق الإيجابي، مع ارتفاع المؤشرات الاقتصادية السعودية، إضافة الى أداء أسعار النفط الإيجابية، مع احتمالية وجود جني أرباح طبيعي، وتأرجح فني للمؤشر.