إيلاف - دبي : قال أحمد حميد الطاير محافظ مركز دبي المالي العالمي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم بالمركز أن العالم اليوم يشهد إعادة هيكلة جذرية للنظام الاقتصادي العالمي حيث تلعب الأسواق الناشئة دورا متناميا في هذا المجال وكان لهذا التحول أثره الكبير على الاقتصادات العالمية لاسيما دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا التي تقع في صلب هذا التحول وتتمتع بوضع مميز يؤهلها للاستفادة جيداً من هذه التغيرات.

و أعلن الطاير أن المركز سينظم مؤتمرا رفيع المستوى حول مستقبل المال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا يومي 23 و24 من شهر مايو المقبل، تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي وذلك في ظل الأهمية المتنامية التي تكتسبها هذه المنطقة الشاسعة والفريدة على مستوى الاقتصاد العالمي.

وأعلن الطاير أن quot;منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا quot; الذي ينعقد تحت عنوان quot;تمويل العقد المقبل من النموquot; سيتناول العديد من القضايا المهمة مثل تنمية أسواق رأس المال الإقليمية وفرص تمويل مشاريع البنية التحتية وتحديات قطاع الخدمات المالية الإسلامية ومتطلبات الطاقة الإقليمية والدور المتبدل للقطاع النفطي في ظل التنوع المتزايد لمصادر الطاقة العالمية مع تداول جميع هذه القضايا من منظور الأسواق الناشئة.

وأوضح الطاير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا تحظى برصيد تراكمي هائل من الثروات السيادية والخاصة وتركيبة سكانية شابة سريعة النمو يصل تعدادها إلى 25 في المائة من إجمالي عدد سكان العالم فضلا عن تحرير الأسواق والإصلاحات التنظيمية مع ناتج محلي إجمالي يصل إلى 1ر4 تريليون دولار وهي عوامل كفيلة بإرساء الأسس السليمة لفرص النمو المستدام في المنطقة على مدى عقود طويلة.

ونبه الطاير إلى أن ما يعزز فرص التكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة هو حصتها المتنامية من التجارة العالمية إذ ارتفع إجمالي حجم التجارة الخارجية فيها إلى نحو 2.1 تريليون دولار في العام الماضي لذا فإن اقتصاداتها تكتسب أهمية متزايدة من المنظور العالمي مع تعاظم حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي والسيولة العالمية وحجم الإنفاق والاستثمار في مشاريع البنية التحتية.

وأكد عبدالله محمد العور الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا تلعب دورا محوريا في الاقتصاد العالمي لاسيما بعد المرونة التي أبدتها في مواجهة الأزمة المالية العالمية وما تنطوي عليه من فرص مهمة للنمو على المدى الطويل.

وأشار إلى أن quot;منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسياquot; يسعى لتكريس هذا الدور عبر توفيره منبرا مهما لتقديم رؤى جديدة حيال تمكين المؤسسات المالية من اغتنام هذه الفرص في المنطقة.

ولفت إلى أن مركز دبي المالي العالمي على مدى أكثر من خمس سنوات منذ تأسيسه انبثق كمركز استثمار عالمي لهذه المنطقة التي نعزز جهودنا حاليا لخدمة المؤسسات المالية العالمية المهتمة بالاستثمار فيها.

واعتبر الدكتور ناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي quot;منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسياquot; منصة إقليمية متقدمة للريادة الفكرية ولتحديد الفرص الاستثمارية الحقيقية والاستثمارات الداخلة إلى المنطقة والخارجة منها.

وأضاف أن هذا المنتدى يكتسب أهمية كبيرة في ظل التأثير المحدود نسبيا للركود العالمي على هذه المنطقة والقوة التي أبدتها بعض اقتصاداتها الرئيسية في المضي قدماً نحو تحقيق النمو الاقتصادي.

ويقتصر حضور المنتدى على 250 مدعوا من كبار صناع القرار والرؤساء التنفيذيين في المنطقة والمؤسسات المالية والجهات التنظيمية المالية العالمية حيث سيتسنى لهؤلاء المشاركة في حلقات النقاش من خلال التصويت المباشر وجلسات الأسئلة والأجوبة.

كما سيضم المنتدى العديد من المقابلات والحوارات والكلمات الرئيسية التي يلقيها نخبة من كبار الخبراء والمستثمرين والقادة الماليين في المنطقة فضلاً عن استراحات تعارف من شأنها إتاحة فرصة حقيقية لتعزيز التواصل بين المشاركين وإبرام شراكات استثمارية مهمة.

سيتم افتتاح المنتدى في 23 من مايو المقبل بمأدبة عشاء تتحدث خلالها شخصية استثمارية بارزة في المنطقة فضلا عن أحد رواد القطاع المالي العالمي حول دور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا في الأسواق الناشئة.

ويعقد المنتدى في اليوم التالي جلسات النقاش لتنتهي أعمال المنتدى بمأدبة عشاء يتم خلالها تنظيم حوار رئيسي حول مدى تأثير الأزمة المالية العالمية على نموذج الأعمال الذي تعتمده الاقتصادات الخليجية الرائدة في استراتيجياتها الاقتصادية.

والجدير بالذكر أن مركز دبي المالي العالمي تم انشاؤه في عام 2005 في إطار الرؤية الرامية إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي للتمويل المؤسسي وبوابة إقليمية لتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات إلى الشرق الأوسط حيث يقدم المركز خدماته المالية للمنطقة الواقعة بين غرب أوروبا وشرق آسيا التي تضم أكبر سوق ناشئة غير مستثمرة فعليا ليجسر الفجوة التي كانت قائمة بين لندن في الغرب وهونج كونج في الشرق.