أينما يحل السياح السعوديون يأتي إنفاقهم السياحي في الصدارة، فبعد تصدرهم الإنفاق السياحي في ماليزيا ودبي، تبوأ خلال الربع الأول من العام الجاري قمة الإنفاق السياحي السعودي في لبنان نسبة 21 % من إجمالي الإنفاق السياحي العربي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2010.

محمد العوفي من الرياض: شكلت عودة الاستقرار السياسي والأمني، وبدء دول أخرى في استغلال السيّاح السعوديين في إعادة توجيه بوصلة مواطني المملكة إلى لبنان، الذي لا يزال يمثل عامل جذب لهم، رغم كل الأحداث التي مر بها.

حيث تصدّر السياح السعوديون قائمة الإنفاق السياحي العربي في بيروت خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 21 % من إجمالي الإنفاق السياحي العربي في لبنان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.
وذكر تقرير سياحي أن الإنفاق السياحي السعودي في صدارة إجمالي الإنفاق السياحي العربي في لبنان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق، وبنسبة 21 %، فيما حلّ السياح من دولة الإمارات العربية المتحدة حلوا في المرتبة الثانية، وبنسبة 12 % من مجمل الإنفاق السياحي العربي.

كما أظهر التقرير أن عدد السياح الوافدين إلى لبنان خلال الفصل الأول من العام الجاري وصل إلى 393 ألفا و200 سائح، ومثّل السياح العرب نسبة 43 % من إجمالي عدد السياح الذين وفدوا إلى لبنان خلال الفترة نفسها، فيما نما عدد السياح الأوروبيين بنسبة 34%.

ورغم عدم توافر إحصائيات دقيقة عما ينفقه السياح السعوديون في الخارج واختلاف التقديرات بهذا الشأن من قبل خبراء السياحة في السعودية، إلا أن تقديرات خبراء السياحة تنحصر بين 45 و 60 مليار دولار، في حين أن متوسط إنفاق الأسرة السعودية على السياحة الخارجية يبلغ نحو 10 إلى 12 ألف دولار في الرحلة الواحدة.

وبحسب إحصاءات مؤسسة النقد العربي السعودي، فإنه يتوقع أن يصل حجم الإنفاق على السياحة السعودية في عام 2010م إلى أكثر من 73 مليار ريال، وسيتجاوز 100 مليار ريال في عام 2020. ويحتل السعوديون المرتبة الأولى في الإنفاق السياحي في دول عدة، منها ماليزيا ودبي.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة الطيار السياحية الدكتور ناصر الطيار في تصريح لـquot; إيلافquot; أن عودة الأوضاع إلى الاستقرار في لبنان ساهم في عودة الحياة إليه من قبل السائح السعودي، فتحوّل عدد كبير من السياح السعوديين من وجهات أخرى، كمصر والإمارات والدول الأوروبية، إلى لبنان.

وتوقّع الطيار في السياق عينه أن يزداد إقبال السياح السعوديين على بيروت خلال الفترة المقبلة، شريطة استمرار استقرار الأمور السياسية والأمنية في لبنان، وأن لا يبدأ اللبنانيون باستغلال السائح السعودي عبر رفع تكاليف السكن والتنقل والمعيشة، مشيراً إلى أنه في حال رفعها، سيبدأ السائح السعودي في التحول التدريجي عنه (لبنان) إلى وجهات أخرى، كما حدث في مصر، عندما بدأت في رفع الأسعار في وجه السياح السعوديين، ما سبب عزوفاً من قبلهم عنها، وأدى بالتالي إلى تراجع عدد السياح السعوديين إلى مصر، حيث بلغ عددهم خلال العام الماضي 494 ألف سائح مقابل 584 ألفاً خلال عام 2008.