في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الاسباني، خوسيه لويس ثاباتيرو، إلى تحقيق مطالب مواطنيه الاقتصادية، مع ما يبذله من محاولات حثيثة للقيام بتخفيض جبل الديون الملقى على كاهل بلاده، والحد من معدلات البطالة التي ارتفعت إلى 20 %، يضع المسؤولون الاسبان آمالهم بصورة كبيرة على بطولة كأس العالم التي ستنطلق بعد أيام قليلة في جنوب إفريقيا، حيث تعتبر اسبانيا من أبرز المرشحين للفوز بالبطولة.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: تعد اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريرًا مطولاً تؤكد من خلاله على أن ثاباتيرو يحاول السير على خطى الملوك والأباطرة في عصر روما القديمة، الذين كانوا يعتمدون على الخبز والألعاب للإبقاء على قناعة شعوبهم ورضاهم، إذ يعوّل ثاباتيروكثيرًا على نجاح منتخب بلاده لكرة القدم في تحقيق إنجاز الفوز بكأس العالم التي ستنطلق يوم الجمعة القادم في جنوب إفريقيا، وذلك كنوع من أنواع الدعم المعنوي للبلاد التي تمر بواحدة من أعنف أزماتها الاقتصادية.

وتمضي الصحيفة لتنقل في هذا السياق عن جوردي سيفيليا، أحد الوزراء السابقين في حكومة ثاباتيرو، قوله :quot; هناك قدر كبير من الشغف للخروج من تلك الأزمة المالية وتريد الحكومة أن تتأكد من وجود أخبار جيّدة، لذا سيكون الفوز بكأس العالم فيغاية الأهمية بالتأكيدquot;. ثم تلفت الصحيفة إلى تلك العلاقة التي تربط منذ مدة طويلة بين الرياضة والسياسة، ولا سيّما في المجتمعات التي تخضع لرقابة مشددة، حيث كان يقوم الطغاة باستخدام كرة القدم والنجاح في دورة الألعاب الاولمبية لتعزيز قبضتهم على السلطة.

وتشير الصحيفة في هذا الجانب إلى أن فرانشيسكو فرانكو، الذي حكم اسبانيا طيلة أربعة عقود، قد قام بتحويل نادي ريال مدريد إلى نادي كرة القدم الرسمي لنظامه، مستفيدًا من نجاحه داخليًا وخارجيًا خلال فترة طويلة من العزلة عاشتها اسبانيا على الصعيد الدبلوماسي. وعندما استضافت اسبانيا بطولة الأمم الأوروبية العام 1962، ونجاحها آنذاك في الفوز بأول لقب دولي لها على مدار تاريخها بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في المباراة النهائية، تمت الإشادة أيضًا بهذا الفوز على اعتبار أنه انتصار على الشيوعية.

وتنقل الصحيفة كذلك عن سانداليو غوميز، مدير مركز إدارة الأعمال الرياضية في كلية IESE لإدارة الأعمال في جامعة نافارا التي يوجد مقرها في مدريد، قوله: quot;ربما استعان الساسة هنا بكرة القدم أكثر من أي بلد آخر في العالم، وذلك لتغطية باقي المشكلات، وأعتقد أنهم سيستمرون على النهج نفسه. وستستغل الحكومة كأس العالم هذا للحصول على فرصة لالتقاط الأنفاس في تلك الوضعية البالغة الصعوبة. ومع الأخذ في الاعتبار ولع الاسبان بكرة القدم، من الممكن أن يحقق المسؤولون غايتهم في هذا الصدد. فمهما كانت درجة سوء الوضع الاقتصادي، ستظل كرة القدم فوق تلك الأزمةquot;.

بينما قال خوان انطونيو غونزاليس لوركا، وهو صاحب حانة وسبق له العمل كمدير للتسويق في أتلتيكو مدريد، أحد أندية القمة في الدوري الإسباني، إن كثير من الموظفين سيحصلون على علاوة لأجر شهر إضافي في نهاية شهر حزيران / يونيو الجاري، وفقًا لأحكام اتفاقات المفاوضة الجماعية في اسبانيا. وأضاف في السياق نفسه بالقول: quot;إن كأس العالم لهي أفضل هدية يمكن أن تحصل عليها أي حكومة في وقت الأزماتquot;.