تستهدف هيئة تنشيط السياحة من خلال إستراتيجيتها وخططها المرسومة لهذا الصيف التركيز على الدول الخليجية بشكل واضح من خلال الحملات الإعلاميّة والإعلانيّة المكثّفة التي تبحث في طرق جذب الزوار للمملكة، كما ستستهدف الهيئة في برامجها الأجانب المقيمين في منطقة الخليج العربي.

عصام المجالي من عمّان: قالت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إنها تركز في حملاتها الإعلانية في الخليج العربي على المرأة لأنها صاحبة القرار في اختيار المكان الذي ترغب في قضاء العطلة الصيفية فيه، في ظل حقيقة أن السائح العربي في كل مكان يختار مقصده السياحي في آخر لحظة.

ويفحص الأردن حاليًّا كل المؤشرات ومقاييس النمو والانخفاض لعمل خطط من شأنها استقطاب مزيد من السياح، خصوصًا من السوق العربي بالصيف الذي يحرك شريحة واسعة من الفعاليات الاقتصادية.

ونتيجة تزايد الطلب من الأسواق العربية على معرفة المنتج السياحي الاردني وفي محاولة لاستقطاب اكبر عدد منهم, فقد قامت بتجهيز وتوفير بروشورات باللغة العربية إلى جانب دليل الزائر المعد باللغة العربية بدأت الهيئة بترجمة البروشورات الخاصة بالمنتجات السياحية الست الرئيسية إلى اللغة العربية, حيث تم الانتهاء لغاية الآن من إعداد البروشور الخاص بالسياحة التاريخية والثقافية, والعمل جار حاليًا لترجمة باقي البروشورات بالتدريج.

وأطلق الأردن حملات تسويقية خاصة باستقطاب السياح العرب من بدء فصل الصيف في الأردن من خلال نشر الإعلانات المختلفة على الفضائيات العربية في محاولة لاستقطاب اكبر عدد من السياح العرب بعد أن ارتفعت أعداد المطالبين من الدول المجاورة معرفة طبيعة السياحة في الأردن وما يزخر به من إمكانيات.

وقال مدير هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز quot;إن الهيئة طبعت منشورًا بشكل يشبه المجلة سيتم توزيعه على المعابر والحدود خصوصًا البرية منها، بهدف إطلاع مختلف السياح خصوصًا الترانزيت على النشاطات الموجودة في المملكة خلال الصيف إضافة إلى الإعلانات على الطرق التي يسلكها خلال رحلته إلى أي من دول الجوارquot;.

وأضاف أنّ الهيئة ضمن برامجها التسويقية للخليج العربي قامت بزيارات ميدانية بالتنسيق مع مكاتب سياحة هناك، إضافة إلى مشاركتها في معارض وحملات توعية في الأسواق التجارية الكبرى للتعريف بالمنتج السياحي الأردني وانه يستحق الزيارة.

وأوضح أن الهيئة تقوم بنشاطات تسويقية في السوق الخليجي خلال شهر رمضان المبارك، خصوصا وان حكومات دول الخليج العربي عدلت في مواعيد الجدول الدراسي لتتزامن عودتهم للمدارس بعد عطلة عيد الفطر في نهاية أيلول(سبتمبر) المقبل.

وأوضح أن الهيئة تعمل ضمن حملة laquo;الأردن أحلى رمضانraquo; التي أطلقتها العام الماضي بهدف نقل صورة الأردن الروحانية والترفيهية خلال الشهر المبارك في محاولة للعمل على متغيرات الحياة خلال رمضان بان يقضي السائح الخليجي الشهر الفضيل خارج بلاده. وقال الفايز إن حملات التسويق لا تقتصر على السوق الخليجي وإنما نعمل على عرب 48 وسورية ولبنان بالتعاون مع مكاتب سياحة وسفر في تلك الدول بهدف زيادة عدد السياح من تلك المناطق.

وأشارت البيانات أن نسبة النمو في عدد الزوار القادمين من دول الخليج العربي بلغت (8%)، ووصل عدد الزوار خلال الخمس أشهر من العام (54.646) ألف، بينما بلغت نسبة النمو من الدول العربية الأخرى (9%) ووصل عددهم (86.988) ألف.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة أعمال الهيئة المستمرة والمتواصلة على مدار العام والتي تندرج في نهاية المطاف ضمن انجازاتها السنوية, حيث انتهت الهيئة من جميع التحضيرات الخاصة بالعديد من التقارير والبروشورات التي من المتوقع نشرها والبدء بعرضها الآخر على القنوات الفضائية, وذلك ضمن حصاد انجازات الهيئة خلال النصف الأول من العام واستعداد لاستقبال موسم الصيف في المملكة.

وقال الفايز إن الهيئة ستركز في عملها خلال هذه الفترة على الترويج للسياحة العربية والاهتمام بالأسواق العالمية خاصة الأوروبية, فقد تم الانتهاء من التحضيرات الخاصة بالتقارير التي ستبث على قناة العربية والتي ستتضمن عرض 4 تقارير عن السياحة في الأردن, والانتهاء من إعداد بروشور خاص بصيف عام 2010 بعنوان الأردن أحلى.... يا هلا ويا مرحبا بيك في الأردن) والذي سيتم توزيعه في المراكز الحدودية البرية حيث يستهدف هذا البروشور زوار الأردن من العرب.

وتأتي هذه الخطوة تنفيذا للحملة التسويقية التلفزيونية التي خططت لها الهيئة على مجموعة قنوات الـ MBC, حيث تم البدء في بثها حيث عرضت خلالها المنتجات السياحية المتعددة التي يزخر بها الأردن إضافة إلى الأنشطة والفعاليات التي يمكن أن يقوم بها السائح خلال زيارته بالمملكة.

وقال الفايز إنه لدى الهيئة برامج لسوق العربي على مدار العام من حملات تسويقية وإعلانية وغيرها، ولكنها تكثف نشاطها خلال الصيف وتستغل الفعاليات الموجودة في المملكة لاستقطاب السياح العرب.

وأوضحت البيانات أن مقدار الدخل السياحي المتأتي من الخليج العربي خلال الخمس أشهر الأولى بلغ (140) مليون دينار مقابل (119) مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة ارتفاع بلغت ( 18%) ومن الدول العربية الاخرى (200) مليون مقابل (164) مليون دينار بنسبة ارتفاع بلغت حوالى ( 22%).


في المقابل أشار الفايز أن الهيئة شاركت في العديد من المعارض والأسواق العالمية الكبرى المتخصصة في السياحة مما كان لها الأثر الايجابي والواسع في زيادة أعداد السياح المبيت في المملكة منذ بداية العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.

ومن ضمن حصاد الهيئة للنصف الأول من العام, أكد أن الهيئة شاركت في أهم المعارض السياحية العالمية وبمشاركة واسعة من القطاع السياحي الاردني أهمها معرض EIBTM في برشلونة والذي يعنى بسياحة المؤتمرات, ومعرض Fitur في مدريد, ومعرض SATTE في نيودلهي, ومعرض BIT في ميلان, ومعرض ITB في برلين, ومعرض MITT في موسكو, ومعرض ATM في دبي, ومعرض IMEX في فرانكفورت, ومعرض BTC في ايطاليا والمتخصص في سياحة المؤتمرات والاجتماعات والحوافز, والمشاركة في معرض الرياض السياحي الذي عقد خلال الفترة من 1- 4 حزيران(يونيو) في الرياض.

وقامت الهيئة وللمرة الثالثة على التوالي بعقد معرض سوق السفر الاردني في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت بحضور ممثلين عن مكاتب السياحة والسفر في الولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية, ومقدمي الخدمات الأردنيين من فنادق ومكاتب سياحة وسفر, وإعلاميين مختصين بصناعة السياحة والسفر, وذلك لتوفر للمختصين بصناعة السياحة والسفر من هذه البلدان الإمكانية لإلقاء نظرة عن كثب على الإمكانيات الكبيرة للأردن كموقع سياحي فريد ومتعدد المنتجات.

ومن ابرز انجازات الهيئة إطلاقها حملة الكترونية واسعة على موقع google.com في مختلف الأسواق, إضافة إلى الاستمرار في الاشتراك في العديد من الشبكات الاجتماعية الالكترونية بهدف الوصول إلى اكبر شريحة ممكنة من المهتمين بالأردن والمنتج السياحي الاردني, كما قامت بالتعاون مع أكبر شركات السياحة والسفر المتخصصة بالسياحة الدينية للترويج للمنتج السياحي الديني من خلال عقد الندوات واستضافة وفود صحافية دينية والإعلان في المجلات الدينية المتخصصة, أيضًا المشاركة في العديد من المعارض المتخصصة بالسياحة الدينية.

وواصلت الهيئة جهودها الإعلامية, حيث استضافة خلال 6 أشهر الماضية العديد من الوفود الصحافية والإعلامية وتنظيم برامج سياحية متنوعة لهم داخل المملكة, بهدف زيادة التركيز الإعلامي حول المنتج السياحي الاردني وتأمين حضور إعلامي مستمر للأردن في أذهان المستهلكين, كما تمت استضافة العديد من ممثلي شركات السياحة والسفر الأجنبية بهدف تعريفهم بالمنتج السياحي الاردني ومستوى الخدمات السياحية المقدمة.

في هذه الأثناء، قامت الهيئة وبمشاركة العديد من شركات السياحة والسفر الأردنية بتنظيم معرض سياحي متنقل شمل أربع مدن في آسيا وهي (كوالمبور, سنغافورة, جاكارتا, بانكوك) حيث تم تعريف القطاع السياحي في هذه البلدان بالمنتج السياحي الاردني والخدمات السياحية التي يمكن تقديمها, كما تم تنظيم معرض سياحي متنقل في أوكرانيا, حيث قامت بتكثيف الجهد لزيارة مكاتب سياحة وسفر جديدة في مختلف الأسواق وذلك بهدف زيادة عدد الشركات التي تبيع المنتج السياحي الاردني وبالتالي توسيع القاعدة التسويقية للمنتج.

ومن ضمن برامجها التي نفذتها الهيئة لاستقطاب شركات السياحة والسفر العالمية, قامت بتنفيذ العديد من الأنشطة التسويقية المشتركة مع العديد من مكاتب السياحة والسفر العالمية, وعقد ورش عمل لتثقيف وتدريب شركات السياحة والسفر العالمية على بيع المنتج السياحي, كما قامت الهيئة ومن خلال مكاتبها الخارجية بتصميم وتنفيذ برنامج تدريبي لوكلاء السياحة والسفر وذلك من خلال المواقع الالكترونية المخصصة لهذه الغاية.

كما قامت الهيئة بالعديد من الأنشطة التسويقية المباشرة للمستهلكين في الأسواق المصدرة للسياحة للأردن من خلال المشاركة في العديد من المعارض السياحية الخاصة بالمستهلكين وتنفيذ حملات ترويجية الكترونية مكثفة عبر شبكة الانترنت وعلى مواقع متخصصة في السياحة والسفر وعلى مدار العام وذلك للوصول لفئات مستهدفة من المستهلكين المهتمين بمنتجات متخصصة مثل (الدينية, التاريخية وغيرها).

وأشار الفايز إلى أن الهيئة قامت أيضا بتنفيذ حملات تسويقية مشتركة مع العديد من شركات السياحة والسفر في عدد من المجلات المتخصصة والجرائد في العديد من البلدان مثل النمسا, سويسرا, ألمانيا, هولندا, بلجيكا وغيرها, وتنفيذ حملات تسويقية خارجية في العديد من الدول اشتملت على إعلانات تبرز المنتج السياحي الاردني وذلك من خلال استخدام باصات نقل الركاب والمباني وبعض المواقع التي تشهد حركة مرور زخمة.

وأوضح أن مكاتب تمثيل هيئة تنشيط السياحة المتواجدة في 11 دولة في العالم والتي تعتبر من أكثر البلدان المصدرة للسياحة واصلت نشاطها, حيث تعمل هذه المكاتب على نشر وزيادة الوعي عن المنتج السياحي الاردني, وزيادة عدد شركات السياحية والسفر التي تقوم ببيع الأردن كمقصد سياحي, وتدريب بائعي المنتج السياحي الاردني على تقديمه للمستهلك إضافة إلى تنفيذ الحملات الإعلامية ومراقبة تنفيذها ومردودها.

وقال مدير هيئة تنشيط السياحة أن الهيئة تعكف في الوقت الحالي على تحقيق جملة من الأهداف الدائمة العمل على استهداف السياح ذوي الدخل والإنفاق المرتفع, وزيادة الدخل السياحي إضافة إلى زيادة مدة إقامة السائح في الأردن, وزيادة عدد سياح المبيت القادمين للمملكة بغرض السياحة, والتركيز على الأسواق التي يكون فيها العائد على الاستثمار عاليا, إضافة إلى البحث عن أسواق جديدة واعدة, والعمل على جعل الأردن جهة سياحية مستهدفة من قبل السياح في مختلف دول العالم وعلى مدار العام (ليس فقط خلال أشهر محددة من السنة).

وكانت البيانات الأولية الصادرة عن البنك المركزيقدأشارت إلى أن مقدار الدخل السياحي خلال الخمسة أشهر الأولى من العام بلغت (887) مليون دينار مقابل (682) مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة ارتفاع بلغت حوالي (30 %).

المناطق السياحية الأكثر جذبا
وبالنسبة لأكثر المناطق السياحية جذبا للسائح الخليجي في الأردن، فإن العاصمة عمان ومنطقة عجلون الأثرية هما أكثر المناطق المرغوبة لدى السائح الخليجي وذلك نظرًا لتوفر جميع متطلبات سياحة العائلات الخليجية في العاصمة الأردنية عمان كتوفر الشقق الفندقية والمفروشة بمستويات وأسعار مختلفة تناسب جميع الأذواق إضافة إلى توفر العديد من المطاعم والمتنزهات العائلية، كذلك يفضل السائح الخليجي منطقة عجلون نظرا للمناطق الطبيعية وتوفر أماكن للسكن فيها حيث أن أهالي تلك المنطقة يخلون منازلهم المحيطة بهذه المنطقة الأثرية ليسكن بها السائح الخليجي طيلة إقامته فيها.

وإضافة إلى تلك المناطق التي يفضلها السائح الخليجي لدى زيارته للأردن فهناك إقبال كبير من قبله لحضور العديد من المهرجانات التي تقام في الصيف وغيرها من المهرجانات الأخرى التي تقام في مختلف مناطق الأردن وتشكل نقطة جذب هامة بالنسبة للسائحين الخليجيين.

وأشار مدير إحدى المكاتب الأردنية أن السياح الخليجيين يفضلون في اغلب الأحيان زيارة الأماكن الرطبة مثل عجلون وجرش والعاصمة عمّان إضافة إلى المطاعم السياحية المنتشرة في أماكن مختلفة بالأردن، في حين أن هناك بعض السياح الخليجيين يفضلون الذهاب إلى منطقة البحر الميت والحمامات المعدنية مثل حمامات ماعين والحمة السورية الأردنية حيث يتوفر في هذه الأماكن العديد من المطاعم والغرف الفندقية وغيرها من الخدمات السياحية، مضيفا بان طبيعة السائح العربي بشكل عام والسائح الخليجي بشكل خاص لا تشكل المناطق والأماكن الأثرية لديهم نقاط جذب كما هي بالنسبة إلى الاماكن الترفيهية.

كذلك تشتهر عمان بكثرة أسواقها التي تضم منتجات للحرف التقليدية وسلعًا أخرى حديثة ومتنوعة وحدائق عامة تنتشر في عدة أماكن واغلبها بعيد عن صخب وضجيج المدينة كذلك تتوفر العديد من المرافق الترويحية وأماكن للتسلية.
إضافة إلى ذلك شهدت العاصمة الأردنية عمان فورة من الفنادق الكبيرة والمتوسطة والمنتشرة في عدة أماكن مختلفة واغلبها من فنادق الخمس نجوم العالمية الشهيرة والتي توفر مختلف الخدمات الفندقية من المأكولات الشرقية والغربية وتنظيمها رحلات سياحية لنزلائها كذلك هناك العديد من الشقق الفندقية والمفروشة التي تنتشر في مختلف الأماكن ومطاعم متنوعة عربية وفرنسية وإيطالية وهندية تقدم أصنافًا كثيرة من الوجبات الشعبية والأطباق العربيّة والأجنبيّة.

أما بالنسبة إلى منطقة عجلون التي يفضلها السائح الخليجي فهي تقع بالقرب من مدينة جرش الأثرية وتمتاز بقلعتها التاريخية إحدى القلاع الإسلامية وتسمى قلعة الربض التي بنيت على يد القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي ويمكن للسائح أن يرى من هذه القلعة مدن فلسطين ومنها القدس. وتمتاز أيضًا المنطقة بجمالها الطبيعي وغاباتها الكبيرة وطقسها الرطب في فصل الصيف والذي يفضله السياح الخليجيون كثيرًا، إضافة إلى توفر مجموعة من المطاعم والاستراحات السياحية في هذه المنطقة، ويمكن أن يصل السياح إلى منطقة عجلون بسياراتهم الخاصة أو الحافلات العامة التي تسير رحلات منتظمة بين عمان وعجلون.