مؤشرات عديدة تؤكد أن العام الجاري هو عام استفاقة السياحة المصرية، وبداية انطلاقة حقيقية لمرحلة جديدة في هذا القطاع بعدما تعرّض لهزات قوية نتيجة للأزمات الاقتصادية وظروف داخلية، أدت إلى تراجع إيراداته، التي تعد من أهم وأكبر مصادر الدخل القومي للبلاد.

القاهرة: أجمع المسؤولون والمحللون أن 2010 هو عام استثنائي لقطاع السياحة في مصر، حيث يشهد هذا العام طفرة كبيرة في تحقيق الإيرادات وأعداد السائحين. فقد صرّح وزير السياحة المصري زهير جرانة بأن النصف الأول من العام الجاري شهد ارتفاعًا في إيرادات السياحة المصرية بنسبة 17.6 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، محققًا 5.58 مليار دولار، متوقعًا أن تصل إيرادات السياحة في نهاية العام إلى 13 مليار دولار.

وعن تأثّر حركة السياحة بالأزمة الأوروبية، أكد جرانة أن أزمة اليورو مرت بسلام على السياحة المصرية هذا العام، لأن موسم السياحة الأوروبية قد انقضى قبل ظهور الأزمة في بداية الربع الثاني من العام. وأشار إلى أن الفترة الصيفية الحالية هي موسم قدوم العرب والروس والأميركيين.

ولفت وزير السياحة المصري إلى أن كل الهيئات السياحة في مصر تتكاتف وتتعاون لتقديم منتج سياحي جيد، بداية من وزارة السياحة ومرورًا بالغرف السياحية وهيئة تنشيط السياحة المصرية والشركات والفنادق والمنشآت الخاصة، وذلك من خلال حملات دعائية ترويجية، والعمل على تقديم أفضل خدمة ممكنة وتزيد المنشآت بالكوادر اللازمة.

من جانبه، رأى رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية عمرو العزبي أن مصر تتميز بتعدد أنواع السياحة، كالأثرية (وهي تتنوع بين الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية) والسياحة الترفيهية (وتتمثل في معالم القاهرة، وما فيها من أماكن متعددة، والمدن الساحلية ذات الطبيعة الخلابة، كالأسكندرية ومرسى مطروح والعريش والغردقة وشرم الشيخ ودهب وغيرها)، والسياحة الدينية (بما تحتوي من مساجد أثرية وقلاع وكنائس وأديرة)، إضافة إلى السياحة العلاجية (حيث تنتشر في مصر عشرات المناطق ذات الطبيعة الاستشفائية، مثل حلوان والواحات وسيناء والنوبة وأسوان)، بما تتمتع بها هذه المناطق من مياه جوفية وعيون كبريتية لا مثيل لها في العالم.

العزبي يؤكد أن هذا التنوع يضفي خصوصية لقطاع السياحة المصرية، الذي يلبي رغبات أنواع السياحة كافة في العالم. مشيرًا إلى أن هناك حملة دعائية تقوم بها الهيئة بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة للترويج للسياحة المصرية حول العالم. وانطلقت هذه الحملة بالفعل بجولة خارجية تحت عناوين مختلفة، مثل quot;مصر بداية الحكايةquot;، و quot;روحها في رمضانquot; وquot;نوّرت مصرquot;، وقد قامت الهيئة بإنتاج فيلم دعائي عن السياحة المصرية سيكون له دور فعال في التعريف بالمنتج السياحي المصري.

ولفت إلى أن شهر رمضان له طابع خاص في مصر، وأنه سيكون محط اهتمام العديد من السائحين العرب والمسلمين، لمصادفة توقيت هذا الشهر الكريم مع الإجازة الصيفية هذا العام، ولهذا اختصته هيئة تنشيط السياحة ببرنامج دعائي خاص. وتوقع العزبي أن تحدث هذا العام طفرة كبيرة في قطاع السياحة، وأن تأتي الحملات الدعائية ثمارها. وأعرب عن سعادته بمستوى البرامج التي تقدمها الشركات والمنشآت السياحية، كما أعرب عن سعادته لاختيار مدينة الأسكندرية كعاصمة للسياحة العربية هذا العام، الأمر الذي سيكون له أثر بالغ ومردود جيد للسياحة المصرية.

في حين صرح أحمد النحاس رئيس اتحاد الغرف السياحية المصرية بأن مصر تسعى إلى زيادة عدد السائحين الوافدين إلى البلاد بمقدار مليون سائح سنويًا، وأنها تمتلك في الوقت الحالي حوالي ربع مليون غرفة فندقية، وفي طريقها لمضاعفة هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة.

وتوقع النحاس أن يشهد هذا العام رواجًا كبيرًا للسياحة المصرية، بعد انتكاسة العام الماضي الطبيعية في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية. ويرى النحاس أنه على المنشآت الفندقية والسياحية أن تستعد لموسم سياحي كبير، فكل المؤشرات تؤكد إقبالًا كبيرًا خلال الأشهر المقبلة، على غرار بداية الموسم التي بدأت بنشاط ملحوظ.

أما سيمات كامل مديرة العلاقات العامة في فندق كونراد القاهرة فقد أكدت أن الإقبال هذا العام متزايد على الليالي الفندقية من قبل سائحين عرب وأجانب، وأشارت إلى أن هذا الإقبال ملحوظ، لأنه جاء بعد عام من الركود النسبي، الذي خلفته الأزمة المالية العالمية. متوقعة أن يتزايد الإقبال أكثر بعد انتهاء بطولة كأس العالم، التي جذبت خلالها جنوب أفريقيا العديد من السائحين على مستوى العالم.