وقّعت الحكومة الأردنية الاثنين على اتفاقية مع حكومة كوريا الجنوبية، تقدم الأخيرة بموجبها قرضاً ميسراً بقيمة 70 مليون دولار من خلال بنك الاستيراد والتصدير الكوري، للمساهمة في تنفيذ مشروع إنشاء مفاعل بحثي في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

عمّان: تم التوقيع على اتفاقية الاقتراض بين الحكومة الأردنية وبنك الاستيراد والتصدير الكوري، والمنبثقة من اتفاقية الترتيبات الحكومية، للمساهمة في تنفيذ مشروع إنشاء مفاعل بحثي في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

وقّع على اتفاقية الترتيبات الحكومية واتفاقية القرض نيابة عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان، وعن الجانب الكوري كل من بونكل شن السفير الكوري في عمّان وكي سوب نم، نائب رئيس بنك الاستيراد والتصدير الكوري، بحضور الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة النووية الأردنية، وجونغ ين كم نائب وزير التربية والعلوم والتكنولوجيا الكوري.

وذكر وزير التخطيط والتعاون الدولي في معرض حديثه خلال حفل التوقيع أن تمويل مشروع المفاعل البحثي يعد خطوة أساسية في غاية الأهمية نحو إنشاء برنامج أردني للطاقة النووية السلمية، وجزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية للتكنولوجيا النووية. وقال الدكتور حسان إنه سيتم إنشاء المفاعل البحثي في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، حيث سيصبح نقطة الارتكاز الرئيسة لمركز وطني للعلوم والتكنولوجيا النووية، ومسؤولاً عن تأهيل وتدريب أجيال جديدة من المهندسين والمختصين في مختلف مجالات الهندسة والتقنيات النووية في المملكة، وخاصة طلبة قسم الهندسة النووية في الجامعة. هذا ومن الجدير بالذكر أن المفاعل البحثي يعتبر أكثر المفاعلات تطوراً في المنطقة العربية وأحدثها.

ورأى وزير التخطيط والتعاون الدولي أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في إطار التعبير عن العلاقات المتميزة التي تربط الأردن بجمهورية كوريا، مؤكداً أن الأردن يولي أهمية كبيرة لعلاقاته الثنائية مع كوريا. وأشار إلى عمق وتاريخ العلاقات التي تربط الجانبين، والسعي الجاد من قبلهما إلى تعزيز أواصر التقارب من خلال تطوير آليات التعاون في عدد المجالات ذات الاهتمام المشترك وعلى مختلف الأصعدة.

وقدم وزير التخطيط والتعاون الدولي شكر وتقدير الحكومة الأردنية للحكومة الكورية، مثنياً على الدور الذي تضطلع به الحكومة الكورية بمختلف مؤسساتها على صعيد دعم العديد من البرامج ذات الأولوية التنموية في الأردن، وخاصة في ظل التحديات والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المملكة حالياً.

من جانبه، أشار السفير الكوري في عمّان إلى عمق العلاقات التي تربط جمهورية كوريا بالأردن، منوهاً إلى الرغبة المستمرة من قبل حكومتي البلدين في تطوير آليات التعاون الثنائي بين الجانبين، وبما يحقق مصلحة البلدين الصديقين، كما أكد في السياق نفسه، على أن الجانب الكوري لن يتوانى عن تقديم كل ما شأنه العمل على تطوير وتعزيز العلاقات المتميزة بين الجانبين، بما في ذلك استمرار تقديم الدعم المالي والفني لمساعدة الأردن في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأشاد نائب رئيس البنك الكوري بالعلاقات المتميزة التي تربط كوريا بالأردن، وأكد حرصهم على تعزيز علاقاته بالأردن، بالنظر إلى ما يتمتع به من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي في المنطقة، مؤكداً أن البنك لن يتوانى عن تقديم كل ما من شأنه العمل على مساعدة الأردن في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية في مختلف المجالات.

وفي رده على أسئلة الصحافيين، أوضح الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة النووية قبل قليل أنه ليس هناك تحفظات من قبل الولايات المتحدة الأميركية على البرنامج النووي الأردني للأغراض السلمية، خاصة أن الأردن وقّع أول مذكرة تفاهم وتعاون نووي مع الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف طوقان quot;نحن الآن نتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل الوصول إلى اتفاقية تعاون نووي، ونتوقع أن تتم توقيع الاتفاقية خلال الأشهر المقبلةquot;.

من جهته، أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور أن الأردن يجري حالياً في مباحثات جادة وإيجابية جداً مع الجانب الأميركي لتوقيع اتفاق تعاون نووي، مؤكداً أن الجانب الأميركي متفهم، ومواقفه إيجابية حول ضرورة دعم الأردن في تطوير وبناء الطاقة النووية، quot;بسبب اعتمادنا بشكل كامل على مصادر خارجيةquot;. وأمل توقيع الاتفاقية مع واشنطن في وقت قريب، كما إن الأردن في صدد توقيع اتفاقية مع الحكومة اليابانية، مؤكداً وجود تفاهم دولي واسع لحاجة الأردن للطاقة النووية، وquot;ليس في المجتمع الدولي أي معارضة أو تحفظات تمنعنا من المضي قدوماً في هذا المجالquot;.