زحمة شراء ككل السنوات بدون تراجع في اليمن، بالرغم من هجمة الغلاء التي تسبب بها ارتفاع سعر صرف الدولار قبل رمضان، مع أن أسعاره تراجعت إلى ما قبل مارس (آذار)، إلا أن أسعار السلع ثبتت كما كانت عليه في آخر ارتفاع للدولار.

غمدان اليوسفي من صنعاء: تكتظ محال الملابس بالزبائن من المستويات والأعمار كافة في اليمن، لكن ملابس النساء والأطفال هي الأكثر رواجاً، إلى جانب أحذية الرجال.

يقول quot;هيثمquot;، أحد المسؤولين في سوق تجارية وسط شارع هائل من أبرز شوارع الألبسة في العاصمة صنعاء، إن السوق متحرك كالعادة. ويشير إلى أن السوق أصبح مكتظاً بالبضائع الصينية، التي اجتاحت الأسواق، من أقمشة وأدوات تجميل بالأصناف والأسعار التي تناسب جميع الناس.

ويلفت هيثم إلى أن الجميع يستعد للموسم بكل حاجيات العيد، لافتاً إلى أن الثياب المكدسة في المخازن والتي لم يتم تسويقها طوال العام يتم بيعها الآن بسبب الإقبال المتزايد على الملابس.

الأمر الأكثر رواجاً إلى جانب المحال التجارية هي تلك البسطات التي تنتشر في شوارع العاصمة، خصوصاً شوارع quot;هائلquot; وquot;جمالquot;، حيث يمنع مرور السيارات، لينتشر الباعة المتجولون مسوقين أنواع الثياب كافة. ويذهب غالبية المتسوقين إلى الباعة المتجولين نتيجة لفارق الأسعار التي تكون بين المحال والمتجولين.

يوضح أحمد ناصر العامل في مجال الهندسة الميكانيكية أن البسطات وفرت كثير من الأموال، بسبب ارتفاع الأسعار مع العيد واستغلال أصحاب المحال للموسم. ويضيف quot;لدي 3 بنات وولد، واضطريت لشراء ملابسهم من الباعة المتجولين، لأن تكاليف العيد ومصروفات الحياة اليومية تحتاج كثيراً من الأموال، ولم يعد الدخل كافياً، quot;لكن ربك يسترquot;.

ويؤكد أن الجميع يشكون، الموظفون الحكوميون، والموظفون في القطاع الخاص، والعمال العاديون.. الكل يشكو، ولا نعلم من على حق، quot;ويقولوا الدولار ارتفع، الدولار انخفض، ونحن ولا نعلم بشيء، ومن المستفيد ولماذا كل هذا الهلع من التجارquot;.

مليار دولار إنفاق رمضان والعيد
في الوقت نفسه، تقول التقارير الحكومية إن اليمن استوردت خلال العام 2009 ما يقدر بـ 17 مليار و3386 مليون ريال يمني ملابس فقط، أي ما يقارب 80 مليون دولار، لكنه متراجعاً عن العام 2008 بما مقداره 150 مليون ريال، أي قرابة 700 ألف دولار، في حين كان العام 2007 (أقل من العامين) حيث بلغت قيمة الملابس في ذلك العام 15 مليار و 814 مليون ريال يمني.

هذا العام أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحي المتوكل أن اليمنيين ينفقون قرابة 200 مليار ريال خلال شهر رمضان وعيد الفطر، أي مايقارب مليون دولار.

ويشير الوزير إلى أن مظاهر البذخ والإسراف الملحوظ في ما يلقى من طعام والتي تتزايد في الأعراس والولائم والمناسبات تبيّن وجود نزعة استهلاكية غير واعية أو غير رشيدة من قبل المستهلكين، وما يترتّب على ذلك من ارتفاع للأسعار وتحوّله لعبء حقيقي على ميزانية الأسرة والفرد والاقتصاد اليمني بشكل عام، داعياً الأفراد والجهات الحكومية ومنظّمات المجتمع المدني والمؤسّسات الشعبية إلى المبادرة لتبنّي آلية للتوعية بعدم الإٌسراف كإحدى الحلول العملية وquot;تغيير بعض عاداتنا الغذائية quot;فيما ينفع مجتمعنا وبلدنا بشكل عامquot;.

وتشير الإحصائيات إلى أن حركة البيع والشراء التي تسبق وترافق شهر رمضان تعادل 25% من إجمالي الناتج السنوي للتجارة الداخلية في اليمن. وحذّرت دراسات اقتصادية من النمو العشوائي للطلب الناتج من شيوع قيم استهلاكية غير حقيقية لدى الأسرة اليمنية، مما يزيد من ميزانية رب الأسرة، ويلقي على عاتقه أعباء كثيرة من أجل الإيفاء بقيمة الطلبات.

وقد أسهمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بهذا الأمر بشكل كبير في خلق أنماط استهلاكية جديدة لا تدخل ضمن أولويات الأسرة اليمنية، وعزّزت قيم ثقافة استهلاكية زادت من الأعباء المعيشية والاقتصادية الملقاة على عاتقها.

ختامه زبيب
اليمنيون يحافظون على عاداتهم في ختام شهر رمضان، حيث يلتزم غالبية سكان العاصمة على الأقل بشراء الزبيب واللوز الصنعاني والفستق الحلبي.

وانتشرت في الأسواق عشرات الأصناف من الزبيب من مصادر متعددة غير اليمن، حيث تتوافر أصناف الزبيب الصيني وبأسعار تبدأ من 4 دولارات للكيلو الواحد، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد لبعض أصناف الزبيب اليمني إلى 35 دولاراً.

ويقدم اليمنيون الزبيب للضيوف والزوار، إلى جانب أصناف عدة من المكسرات، بينها الفول السوداني واللوز والفستق والبازلاء المقلية، إلى جانب الحلويات والشوكولاتة.