ارتفعت أسعار الخضر والفاكهة في الأسواق المصرية بشكل جنوني، حيث وصلت نسبة الارتفاع في بعضها إلى 500%، هذه الزيادة جعلت المستهلك المصري يقنن مشترياته منها، ما أحدث ركودًا غير معهود في هذه السلع التي لا غنى عنها.

حسام المهدي من القاهرة: يرى عدد من المستهلكين المصريين أن هذه الزيادة غير المبررة في أسعار الخضر قد تحدث ثورة في الدولة، لأن المستهلك البسيط أصبح غير قادر على توفير أقل متطلباته من الغذاء. فتقول مروة عبد الحميد quot;لقد أصبحنا في حيرة من أمرنا.. ماذا نشتري لنأكل، بعدما ارتفعت أسعار اللحوم والقمح والأرز وأخيرًا الخضر والفاكهةquot;. وتضيف متسائلة quot;ماذا تركت الحكومة أو التجار لنأكله. لقد رفعوا أسعار السلع الأساسية والمداخيل كما هي.. فمن سيحل هذه الحسبة المعقدة، إذا كان هناك من محدودي الدخل من لا يستطع راتبه أن يوفر متطلباته الأساسية لمدة أسبوع، فماذا سيفعل هؤلاء، هل سيموتون جوعًاquot;.

أما أحمد عبد الله فيوضح quot;لقد حرمت أبنائي من أكل الفاكهة، لكي أوفر لهم الخضر والأرز والخبز، وأنا ممن تستطيع تصنيفهم من الطبقة المتوسطة التي لها دخل شهري معقول، ومع ذلك لا أخفي سرًا فأنا لا أستطيع شراء الفاكهة في الوقت الحالي، فكيف سأشتري 2 كيلو من الفاكهة ب50ـ جنيهًا، في حين تتعدى متطلبات الطعام لديّ الآن 100 جنيهًا في الأسبوع، بعدما كانت لا تتجاوز 30 جنيهًا.

ومن خلال جولة على التجار، لمست quot;إيلافquot; ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، حيث وصل سعر كيلو الطماطم (البندورة) إلى 7 جنيهات للكيلو، في حين كانت تباع بـ 1.5 جنيهًا، والخيار وصل إلى 5 جنيهات بعدما كان سعره يبلغ جنيهين للكيلو. أما الفاصوليا الخضراء فتباع بسعر يتراوح بين 12 و15 جنيها للكيلو، وورق العنب يباع بسعر 15 جنيها للكيلو، والبامية بـ5 جنيهات للكيلو، والثوم يباع بسعر 13 جنيها للكيلو، والكوسة تباع بسعر 250 قرشًا للكيلو، والفلفل يباع بسعر 5 جنيهات للكيلو، والملوخية بسعر 4 جنيهات للكيلو، والليمون البلدي بسعر جنيهين للكيلو، وتباع البطاطس بسعر يتراوح بين 3 و4 جنيهات للكيلو.

وفي سوق الفاكهة، كانت حركة الشراء شبه متوقفة بعدما بلغت أسعارها مستويات لم تحدث من قبل، حيث وصل كيلو الرمان الأميركي إلي 25 جنيهًا، والسوري 15 جنيهًا، واللبناني 18 جنيهًا، كما وصل كيلو الرمان المحلي إلي 8 جنيهات، والموز إلى 7 جنيهات، والجوافة إلى 8 جنيهات، وسعر العنب المحلي إلى 5 جنيهات، والبناتي من 8 إلى 9 جنيهات. فيما كان سعر التفاح المصري 4 جنيهات للكيلو، والبلح 3 جنيهات للكيلو، والبرتقال 5 جنيهات للكيلو، والمانجو السكري 12 جنيهًا للكيلو، والتين يباع بسعر 5 جنيهات للكيلو، والكمثري تباع بسعر 8 جنيهات للكيلو.

من جانبه أكد سعيد الألفي رئيس جهاز حماية المستهلك أن أسعار الخضر والفاكهة ستشهد انخفاضًا خلال أسبوعين، مبررًا حالة الارتفاع الجنوني في الوقت الحالي إلى التغير فى المناخ وارتفاع درجة الحرارة، مما أدى إلى فساد نسبة من المحاصيل، واستبعد الألفي فكرة سيطرة الحكومة على الأسواق وفرض تسعيرة جبرية على السلع، وقال إن هذا سيعيد إلينا ندرة السلع وطوابير المجمعات الاستهلاكية في الثمانينات للحصول على كيلو سكر ودجاجة وزجاجة زيت.

وأوضح أن سبب ارتفاع الأسعار في مصر هو quot;أننا نستورد أكثر من 60 % من غدائنا، إضافة إلى الزيادة السكانية مع بقاء الرقعة الزراعية دون زيادةquot;.

أما الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبد العظيم، فيرى أن ما يحدث هو نتيجة لتهميش دور الجهات الرقابية على الأسواق، فكل التبريرات التي تعلن عنها الأجهزة الرقابية لا أساس لها من الصحة سوى أن ليس لديهم حيلة لمحاربة جشع التجار. ويرى عبد العظيم بضرورة وضع تسعيرة أو متوسط لها يتم تحديدها وإخبارها للمستهلك حتى لا يقع عرضه لاستغلال التجار. وحذر الخبير الاقتصادي من أن الحكومة في حال لن تسيطر على الغلاء القائم فسوف تكون هناك عواقب وخيمة لذلك لأن الناس وصلوا لدرجة الحرمان من المتطلبات الأساسية وهذه مؤشرات ثورة الجياع.