يتوقع الخبراء السويسريون أن تشهد الأعوام المقبلة تغييرات جذرية في معالم المال العالمية.


برن: لم تصدق توقعات خبراء المال الغربيين عندما أكدوا للجميع أن سندات خزائن حكومات الدول الصناعية، طويلة الأجل، سيكون لها المردود المنشود على المستثمرين.

ولو نظرنا إلى السنوات العشر الأخيرة، ومن ضمنها العام الأخير، من دون احتساب التضخم المالي، لوجدنا أن بورصة وول ستريت خسرت 5 % من قيمتها. أما البورصات الأوروبية فإنها فقدت 22 % من قيمتها.

هذا ويتوقع الخبراء السويسريون أن تشهد الأعوام المقبلة تغييرات جذرية في معالم المال العالمية. فمقارنة بالكوارث المالية التي عصفت بأميركا وأوروبا واليابان، هاهي بورصات الدول النامية تنمو بأكثر من 240 %، في الأعوام العشرة الأخيرة، ما يعني أن المجد الاقتصادي الغربي شارف على الغروب، تاركاً المجال أمامه لمستقبل اقتصادي تضحك له الشمس التي ستسلط دفئها على آسيا وأميركا اللاتينية.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن سبب خيبة الأمل في الأسواق الغربية يعود إلى انهيار بورصاتها بين عامي 2000 و2002 وبين عامي 2008 و2009. وتعتبر الفقاعات المنوطة بالمضاربات، التي ولدتها الأنظمة المالية الغربية، السبب الرئيس في انهيار الأسواق المالية الغربية.

بالنسبة إلى الفترة الزمنية الفاصلة بين عامي 2000 و2002 يتوقف الخبير غوبسر للإشارة إلى أن الفقاعة كان سببها الأسهم الالكترونية والتكنولوجية المباعة في الأسواق المالية.

وبعد مرور سبع سنوات، عانت هذه الأسواق الفقاعة الائتمانية. ويذكر الخبير غوبسر، كذلك، الفقاعة العقارية التي عصفت بأميركا وتفتفتت أمامها الاقتصاديات الأوروبية أيضاً، على رأسها تلك الأسبانية والأيرلندية. ولا ينسى هذا الخبير فقاعة الأسهم المصرفية، قليلة الشفافية، التي تعامل معها المستثمرون السذج وكأنها الأسهم الالكترونية التي بيعت في عام 2000، والتي درّت على المستثمرين أرباحاً فلكية.

علاوة على ذلك، يشير الخبير غوبسر إلى أن مصدر كل هذه الفقاعات هو فقاعة السيولة المالية التي تقف المصارف الغربية وراءها لكونها غرقت في أنشطة استثماراتية، تطلبت منها ضخ أموال كانت 50 مرة أعلى من رؤوس أموالها.

هذا ويرى الخبير غوبسر أن كل هذه quot;الإبداعاتquot; المالية تعتبر رد العالم الغربي الفاشل على نمو الدول النامية في محاولة منها، مهما كان ثمنها، للاحتفاظ بالهيمنة الغربية على الأسواق المالية العالمية، بعدما خسرت الصناعات الغربية معركتها أمام الدول النامية.