يعتبر صيف العام الأصعب على الاطلاق في تاريخ الأسواق المالية والمصارف التي تعرضت لهزات قوية. أما بالنسبة إلى ما تبقى من العام الجاري، فان الأوضاع لن تكون أفضل. ويتوقف الخبراء السويسريون للاشارة الى أن مؤشر quot;ستوكس 600quot; المصرفي، الذي يجمع كبرى المؤسسات المالية والائتمانية الأوروبية، كانت قيمته ترسو، في مطلع شهر يوليو(تموز) الفائت، على 953 بليون يورو. أما الآن، فان قيمته لا تتجاوز 600 بليون يورو. ما يعني أنه، وفي أقل من ثلاثة أشهر، تعرض هذا المؤشر لحريق أتى على 353 بليون يورو من قيمته!


برن: تعد أزمة الديون السيادية شوكة في حلق عالم الائتمان الأوروبي الذي تكبد خسائر مجموعها 200 بليون يورو، الى الآن، من جراء تآكل قيمة سندات الخزائن الموجودة لدى المصارف الأوروبية. أما عمليات انكشاف المصارف على أخرى، لا سيما اليونانية، فانها ساهمت في خسارة 100 بليون يورو اضافية. وفي حال ساءت أحوال الديون السيادية الأوروبية، الى حد أبعد، فان المصارف الأوروبية ستمنى بخسائر اضافية، يقدرها الخبراء في مصرف quot;كريديه سويسquot; بحوالي 235 بليون يورو.

كذا، فان ضرورة العثور على رؤوس أموال طازجة، للتقيد باتفاقية quot;بازل 3quot;، ستصبح أولوية محرجة بالنسبة إلى العديد من المصارف الأوروبية التي فقدت الثقة بصلابتها الداخلية والتي تعول، اليوم، على المقرض الوحيد لها أي المصرف المركزي الأوروبي. اذ ان عادة الاقراض والاقتراض، بين المصرفية، تبخرت اليوم بصورة شبه كاملة!

في سياق متصل، يشير الخبير ايفان بافيزي الى أن أهم 28 مصرفاً أوروبياً يسجل عجزاً، مجموعه 493 بليون يورو أي ما يعادل 4 في المئة من السيولة المصرفية الأوروبية. علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن مصرف quot;رويال بنك أوف سكوتلندquot; تنقصه سيولة مالية مقدرة بحوالى 52 بليون يورو.

ويسجل مصرفا quot;دويتش بنكquot; وquot;كوميرتس بنكquot; الألمانيان نقصاً في هذه السيولة بمعدل 56 و26 بليون يورو، على التوالي. وبالنسبة إلى مصرفي quot;للويدزquot; وquot;باركليزquot; البريطانيين، فان الثغرة المالية، لديهما، ترسو عند 34 و44 بليون يورو، على التوالي. في حين تعاني المصارف الفرنسية الكبرى، أي quot;بي ان بي باريباquot; وquot;كريديه أغريكولquot; وquot;سوسيتيه جنرالquot;، نقصا في السيولة المالية يرسو عند 62 و63 و46 بليون يورو، على التوالي.