طلال سلامة من برن: تجلس حكومة أثينا اليوم على ديون حجمها 300 بليون يورو. هذا ما يصفه خبراء سويسرا بالإجماع بالبركان الذي على وشك الانفجار، ويبدو أن مشكلة الديون اليونانية ليست منحصرة بأثينا فقط، انما هاهي تتفشى في أوروبا، بوساطة سندات الخزينة اليونانية.

ويفيدنا الخبراء المصرفيون السويسريون أن درجة انكشاف المصارف الأوروبية العملاقة على اليونان تخطت بسهولة 130 بليون يورو. هكذا، بدأت المصارف السويسرية، فزعاً من تأثر النظام المصرفي الأوروبي برمته، تقليص أنشطتها اليونانية، ان كانت تتعلق بالاستثمار أو الإقراض.

في ما يتعلق بدرجة الانكشاف المصرفية الأوروبية على اليونان، فإن فرنسا تستأثر بحصة الأسد. إذ إن درجة انكشاف مصارفها في اليونان ترسو عند 53 بليون يورو. أما ألمانيا فإن مصارفها منكشفة بحوالي 35 بليون يورو هناك. من هنا، يبرز القلق الشديد الذي تحاول حكومتا باريس وبرلين إخفاءه قدر الامكان، وفق تحليل السويسريين. فأي إفلاس لليونان أو إعادة جدولة لديونها ببلايين اليورو، لن يتأخر في دق أبواب المصارف الفرنسية والألمانية في المقام الأول.

في هذا الصدد، يشير الخبير المصرفي بول بافيزي لصحيفة quot;إيلافquot; الى أن المصارف الفرنسية والبلجيكية تبحث عن مخرج لمأزقها اليوناني مهما كان الثمن. على سبيل المثال، يذكر هذا الخبير مصرف quot;ديكسياquot; الفرنسي البلجيكي، الذي يمتلك 3.5 بليون يورو من السندات اليونانية. أما مصرف quot;بي ان بي باريباquot; فهو منكشف بـ5 بليون يورو على اليونان، ومصرف quot;سوسييتيه جنرالquot; بحوالي 2.5 بليون يورو، ومصرف quot;كريدي أغريكولquot; بنحو 650 مليون يورو. لذلك، تتجه وكالة quot;موديزquot; نحو قطع درجة التصنيف الائتماني للمصارف الفرنسية الثلاثة الأكبر.

بالنسبة إلى المصارف الألمانية، فإن الأكثر انكشافاً على اليونان، وفق معطيات هذا الخبير، هي كوميرسبنك (3 بليون يورو) وبوستبنك (البريد) بحوالي 1.2 بليون يورو ولاندسبنك (1.38 بليون يورو). ولا يستبعد الخبير أن يجر إفلاس اليونان وراءه 40 % من رؤوس أموال مصرف quot;ديسكياquot; وخُمس ثروات مصرفي quot;كوميسربنكquot; وquot;بوستبنكquot;. في حين سيخسر مصرفا quot;بي ان بي باريباquot; وquot;سوسييتيه جنرالquot; 6 إلى 8 % من الأصول.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بافيزي بأن انفجار بركان اليونان المالي سيحدث ثغرة في خزينة المصرف المركزي الأوروبي، لا تقل عن 50 بليون يورو.