في خطوة توقعها الجميع أعلن مصرف كريديه سويس انسحابه من جميع أعمال الأوف شور التي تربطه بالولايات المتحدة الأميركية. يذكر أن أعمال quot;أوف شورquot; تخول صاحبها ادارة كافة أعماله من دولة أم دول غير موطنه الأم. كبديل، سيحول هذا المصرف طبيعة أعماله، هناك، الى quot;أون شورquot; في أعقاب دمج أنشطة الاستشارات الخاصة بالعملاء الفرديين بأعماله الخاصة الأميركية. في السابق، كان العملاء الأميركيين الأغنياء قادرين على فتح حسابات مصرفية لهم بسويسرا وارسال أموال ضخمة نحوها مباشرة عبر فرع المصرف السويسري، هناك. أما اليوم، فيبدو أن هذه الأموال لن تستطيع الهروب بسهولة من قبضة السلطات الضريبية الأميركية بما أن أنشطة quot;كريديه سويسquot; تغيرت لتصبح محلية بحتة، أي quot;أون شورquot;!


برن: يرى الخبراء أن هروب كريديه سويس من معركة ضريبية كبيرة بدأت منذ عام 2008 بين السلطات الأميركية ومصرف quot;يو بي اسquot; وعملت على جر كافة المصارف السويسرية الكبرى، ورائها، هو السبب الحقيقي لخطوة كريديه سويس التي تنوي التملص من جميع المسؤوليات مع العملاء الأميركيين الأغنياء. هكذا، يعتبر تواجد كريديه سويس على الأراضي الأميركية مهدد، في المستقبل. اذ لم يبقى في فرع المصرف السويسري، بأميركا، الا عشرة مستشارين مقارنة بنحو ألفين، بسويسرا، وحوالي 4600 مستشاراً حول العالم. كما أن الأنشطة المقلصة للمصرف، بأميركا، ستشهد قيوداً ثقيلة عليها من جانب السلطات الأميركية.

في سياق متصل، يشير الخبير ماركوس فالدر لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن استسلام quot;كريديه سويسquot; بأميركا لا يعني نهاية الأعمال quot;الذهبيةquot; للمصارف السويسرية هناك. على سبيل المثال، سيمضي مصرف quot;يو بي اسquot; في أنشطته الأوف شور بأميركا برغم أن المعارك القضائية مع حكومة واشنطن لم ولن تنتهي! هذا ويوجد مصرف آخر، هو quot;فونتوبيلquot;، يعمل على ترسيخ أعماله مع العملاء الأميركيين، هناك.

علاوة على ذلك، تحولت المعارك القضائية الى سويسرا. فالمصارف الكبرى هنا، وفق تصريحات هذا الخبير، بدأت تتذمر في وجه وزيرة المالية الفيدرالية المتهمة بانصياعها الكامل لرغبات السلطات الأميركية التي تنوي القضاء على أنشطة مصرفية سويسرية غير مرغوب بها، بأميركا، تخول الأغنياء تحويل ملايين الدولارات الى سويسرا من دون دفع الضرائب المتوجبة عليهم!