وصلت أسعار النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل الواحد في الولايات المتحدة أمس، وهي الأعلى خلال أكثر من سنتين.

لؤي محمد: وصلت أسعار النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل الواحد في الولايات المتحدة أمس، وهي الأعلى خلال أكثر من سنتين. جاء ذلك بعد تعرقل جريان النفط من الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وللمرة الأولى، بعد بدء دخول المنطقة في حالة الغليان الشعبي.

فنتيجة دخول المحتجين في مواجهة عنيفة مع حكومة العقيد معمّر القذافي وتوقف شركات النفط متعددة الجنسيات عن استخراج النفط، يقدر المحللون أن حوالي برميل من النفط الليبي في اليوم قد أقصي عن الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية الأخيرة. ويخشى المستثمرون أن تجري عرقلة جريان كميات أخرى من النفط، في حال انتشار الاضطرابات في بلدان مهمة في إنتاج الوقود، مثل الجزائر.

صحيفة النيويورك تايمز بررت تأثير انقطاع النفط الليبي على الأسعار لجودته نتيجة خلوه من الأحماض، على الرغم من أنه لا يغطي سوى 2% من الأسواق العالمية.

فنوعية النفط الخام الليبي الخالي من الحمض هي التي تغذي ما تحتاجه الطائرات، خاصة لإنتاج الديزل والغازولين، والذي تستعمله مصافي النفط الخاصة ببلدان أوروبية وآسيوية عديدة. وللسعودية قدرة على توفير 4 ملايين برميل إضافية، وقد وعدت بالقيام بذلك إذا اقتضى الأمر، لكن هذه القابلية هي لإنتاج أنواع تحتوي على درجة عالية من الأحماض.

إلى ذلك، يرى عدد كبير من خبراء النفط أنه في حال استمرار الاضطرابات في ليبيا أكثر من أسابيع عدة، فإن المصافي الأوروبية ستضطر إلى شراء النفط الخالي من الحمض من الجزائر ونيجيريا، اللتين تعتبران المصدرين الأساسيين لتغذية الولايات المتحدة بالنفط الخالي من الحمض.

من جهته، يؤكد لورنس غولدستاين مدير مؤسسة بحوث سياسة الطاقة لمراسل صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الوضع quot;سيجبر المصافي التي تعتمد على النفط الخام الخالي من الأحماض إلى الدخول في حرب مزايدة، فالنوعية هي أهم من الكميةquot;.

وأضاف غولدستاين أن quot;النفط الخالي من الحمض بشكل خاص مناسب لإنتاج وقود الديزل، الذي يعدّ أكثر شعبية من النقل في أوروبا منه في الولايات المتحدة. أما النفط المحتوي على نسب عالية من الحمض فهو أكثر كلفة للتصفية من النفط الخالي من الحمض، لكن المصافي الأميركية مزودة بعدة صناعية كي تقوم بتصفية هذا النوع من النفط، وهذا لأن الكثير من النفط المستورد إلى الولايات المتحدة يأتي من أميركا اللاتينية، حيث تتميز احتياطات النفط بامتلاكها حموضة عالية.

يذكر أن أوروبا كانت هي الأكثر تضررًا من الأزمة الليبية، إذ إن أكثر من 85% من نفط ليبيا يذهب إليها، وثلثه يذهب إلى إيطاليا فقط. أما بقية النفط فيذهب إلى آسيا، في حين لا يزيد ما يصدر إلى الولايات المتحدة عن 4%.