ميلانو: قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) امس الخميس إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت لأعلى مستوى على الاطلاق في الشهر الماضي محذرة من أن الارتفاعات المفاجئة في أسعار النفط بفعل التوترات في الشرق الأوسط ستؤثر على أسواق الحبوب المتقلبة بالفعل.ويعتبر ارتفاع أسعار الغذاء من بواعث القلق المتنامية والتي كانت من بين الأسباب التي أشعلت احتجاجات أطاحت برئيسي تونس ومصر في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وهو ما أثار بدوره توترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الجزائر إلى اليمن.وسجل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء في شباط أعلى مستوى على الاطلاق للشهر الثاني على التوالي متجاوزا الذروة التي بلغها في عام 2008 حينما أثار ارتفاع أسعار الغذاء أعمال شغب في عدة دول.


وبلغ مؤشر المنظمة لأسعار المواد الغذائية في المتوسط 236 نقطة خلال الشهر الماضي مرتفعا بنسبة 2.2' عن الشهر السابق عليه مسجلا بذلك أعلى معدل بالأرقام الحقيقية والاسمية منذ أن باشرت المنظمة رصد الأسعار في عام 1990. وارتفع مؤشر سعر الحبوب الذي يتضمن أسعار أغذيةٍ رئيسية مثل القمح والأرز والذرة الصفراء بنسبة 3.7' الشهر الماضي إلى 254 نقطة وهو المستوى الأعلى منذ تموز/ يوليو 2008. ويقيس المؤشر التغيرات الشهرية في أسعار سلة غذاء من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الالبان واللحوم والسكر.وقال ديفيد هالام مدير قسم التجارة والأسواق في الفاو انه قد يكون للمزيد من الصعود في أسعار النفط تأثيرعلى أسواق الغذاء التي شهدت ارتفاعا قياسيا في أسعار القمح الأمريكي بنسبة 60 بالمئة في العام حتى أذار/مارس. وأضاف في بيان 'الارتفاعات المفاجئة في أسعار النفط قد تفاقم حالة هشة بالفعل في أسواق الغذاء'.


واضاف ان 'هذا يعزز القلق من آفاق اسعار المواد الغذائية بينما موسم البذار على وشك ان يبدأ في بعض المناطق الزراعية'. وقالت الفاو في بيان انها تتوقع تراجع التوازن العالمي بين العرض والطلب على الحبوب في 2010- 2011. وأضافت 'في مواجهة تزايد الطلب وتراجع الانتاج العالمي من الحبوب في 2010 من المتوقع ان تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بشدة هذا العام بسبب تراجع مخزونات القمح والحبوب الخشنة'.وتوقعت الفاو ارتفاع انتاج القمح العالمي بنحو ثلاثة في المئة في 2011. وتفيد التقديرات للفاو ان 'انتاج الحبوب العالمي في 2010 اكبر بثمانية ملايين طن مما كان متوقعا في كانون الاول/ديسمبر الماضي لكنه اقل من انتاج 2009'. وقالت المنظمة ان التقديرات المتعلقة 'باستهلاك الحبوب في 2010-2011 رفعت 18 مليون طن منذ كانون الاول/ديسمبر'، خصوصا بسبب 'الاستخدام المتزايد للشعير من اجل انتاج الايتانول في الولايات المتحدة'.


ويثير ارتفاع اسعار المواد الغذائية الذي بدأ صيف 2010 مخاوف من 'ثورات جوع' مثل تلك التي شهدتها دول افريقية عدة في 2008 وكذلك هايتي والفيليبين بعدما سجلت اسعار الحبوب مستويات تاريخية.
من جهة ثانية رجح اقتصادي كبير في الفاو امس أن تظل أسعار الغذاء العالمية قرب ارتفاعاتها القياسية التي بلغتها في شباط إلى أن تتضح حالة المحاصيل الجديدة.وقال عبد الرضا عباسيان في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف 'حتى نعرف حالة المحاصيل الجديدة وهو ما يعني الانتظار حتى نيسان/أبريل على الأقل فاننا لا نتوقع أي تصحيح رئيسي في هذه الأسعار المرتفعة بل نتوقع المزيد من التقلب في الوقت الراهن مع ارتفاع أسعار النفط'.وعزا عباسيان ارتفاع أسعار الغذاء العالمية الى مستويات قياسية في شباط والذي أعلن عنه في وقت سابق إلى عوامل خارجية مثل النفط والعملات والاضطرابات السياسية.وقال إن تكوين مخزونات من جانب بعض الدول الرئيسية المستوردة للحبوب التي تسعى الى تجنب التوترات السياسية يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين والتقلبات في الأسواق.