خرجت الحكومة في غواتيمالا عن صمتها اخيرا لتؤكد المعلومات التي راجت في الاونة الاخيرة بان البلاد تهددها مجاعة، وذلك بسبب مواصلة قلة الامطار التي ادت الى اتلاف الاف الهكتارات من مزارع القمح والذرة والفاصوليا السوداء، ورفع اسعارها الى درجة اصبح الانسان العادي ذو الدخل المحدود غير قادر على شراء اقل احتياجاته المعيشية، ونسبة الفقر في هذا البلد عالية جدا وتصل الى 70 في المئة.


سان خوسيه: لمواجهة هذا الوضع الكارثي قررت الحكومة الغواتيمالية اعطاء اذونات للسماح بشراء 82 الف طن من الذرة من دون دفع المستوردين لها ضرائب. كما طالبت النقابات العمالية والجمعيات الانسانية السماح باستيراد الطحين، بهدف بناء جبهة في وجه التجار الذين يستغلون الوضع من اجل رفع سعره وسعر مواد غذائية اخرى تشهد منذ الاسبوع الماضي ارتفاعا جنونية. وتريد الحكومة حسب قول وزير الاقتصاد الغواتيمالي اريك كويوي استيراد اكثر من 80 الف طن من الذرة البيضاء والصفراء وتدخل في اكلات الشعبية وانزالها الى السوق باسعار تتم مراقبتها من اجل الاستهلاك الشعبي وسوف تصل الى البلاد خلال الاسبوعين المقبلين.

لكن الصحف تتحدث حاليا عن ازمة مالية في غواتيمالا لذا تتطرح السؤال باي نقد سوف يتم دفع ثمن ما سوف يستورد، فخزينة الحكومة تعاني من العجز الكبير، كما وان الكميات التي سوف تستورد لا تفي حاجة البلد اكثر من ثلاثة اشهر. وحذرت جمعيات انسانية من تأثير هذا الوضع على الاطفال، فحتى الان تصل نسبة الذين تحت مستوى التغذية الى 50 في المئة تقريبا وهي اعلى نسبة في بلدان اميريكا الجنوبية، وذلك بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية لهم كما الذرة والفاصوليا التي تعتبر من العناصر الغذائية المهمة للغواتيماليين. ومع تدني الاجور سوف تزداد الازمة حدة.

ويعيش في غواتيمالا 14 مليون نسمة نصفهم يعاني من الفقر. لكن المشكلة الكبيرة ان الحكومة عاجزة عن اصلاح الوضع، فجزء من المشاكل هي بسبب الكوارث الطبيعية وغلاء اسعار المواد الاساسي في الاسواق العالمية. حيث وصل سعر كيس الذرة وفيه 45.36 كلغ من السوق الدولية الى 15.6 دولار.